responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منع تدوين الحديث المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 38


حفظها نحر جزورا [ الدرّ المنثور ١ / ٢١ ، سيرة عمر لابن الوزي : ١٦٥ ] ، وهذا لا يتفق مع ما قيل عن ملكة الحفظ عند العربي ، ولو صح هذا لما أتىٰ أصحاب الجرح والتعديل بأسماء الذين خلطوا من الصحابة.

وقال الأستاذ يوسف العشي : فذاكرة أكثر الناس أضعف من أن تتناول مادة العلم بأجمعه فتحفظها من الضياع وتقيها من الشرود ، ومهما قويت عند أناس فلابد أن تهون عند آخرين فتخونهم وتضعف معارفهم [ مقدمة تقييد العلم : ٨ ].

إذن ، ما قيل عن حافظة العربي لا يتفق مع هذه الأقوال ، وخصوصاً حينما نقف على كلام الإمام علي عليه‌السلام في نهج البلاغة وعند إشارته إلى أسباب اختلاف النقل عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : « ورجل سمع من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يحمله على وجهه ووهم فيه ولم يتعمد كذباً ... ».

وأمّا الكُبرى ، فالملائكة هم أكمل من بني الإنسان وأقدر منه على الحفظ ، فَلِمَ يكلفهم عزّوجلّ بالكتابة ويقول : ( كِرَامًا كَاتِبِينَ ) [ الانفطار : ١١ ] ؟ ولو كان للحفظ هذه المنزلة فلماذا لا نجد معشار الآيات التي نزلت في الكتابة قد نزلت في الحفظ ؟ ولو كان الحفظ واجباً لكانت الكتابة منهياً عنها ومحرمة ، فلماذا نراهم يدوّنون القرآن ولا يدوّنون الحديث ؟ ولو صح هذا التعليل فلماذا يكون حكراً على العرب ؟ وكيف يفعل الفرس والأتراك لو أرادوا التدوين ؟ ألم تكن الشريعة عامة للجميع ؟ وماذا نفعل بقوة الحافظة لو مات الصحابي الحافظ إن لم نسجل كلامه ؟! ألا يعني هذا أن منع التدوين بدافع

اسم الکتاب : منع تدوين الحديث المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست