اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 87
الأعشى :
شتّان ما يومي على كورها
ويوم حيّان أخي جابر
فيا عجباً ! بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ
عقدها لآخر بعد وفاته ! لشدّ ما تشطّرا ضرعيها ، فصيّرها في حوزة خشناء ،
يغلظ كلمها ، ويخشن مسّها ، ويكثر العثار فيها ، والاعتذار منها ، فصاحبها
كراكب الصعبة ، إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحّم ، فمني الناس ـ لعمر
الله ـ بخبط وشماس ، وتلوّن واعتراض.
فصبرت ، على طول المدة ، وشدّة المحنة ، حتى
إذا مضى لسبيله ، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم ! فيا لله وللشورى ، متى
اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أُقرن إلى هذه النظائر ! لكنّي أسففت
إذ أسفّوا ، وطرت إذ طاروا. فصغا رجل منهم لضغنه ، ومال الآخر لصهره ، مع
هن وهن ، إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه ، بين نثيله ومعتلفه. وقام
معه بنو أبيه ، يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع ، إلى أن انتكث
عليه فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بطنته.
فما راعنى إلّا والناس كعرف الضبع إلي ، ينثالون
علي من كلّ جانب ، فلمّا نهضت بالأمر ، نكثت طائفة ، ومرقت أخرى ، وقسط آخرون ، كأنّهم لم يسمعوا الله سبحانه يقول :(
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ
عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )[١]
بلى والله ، لقد سمعوها ووعوها ،