اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 79
بطابع الإسرار ، كما ذهب إليه بعضهم ، قال أبو عبيدة في الآية : «شَيَاطِينَ الاْءِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ .. » إنّ هذا الوحي وحي إسرار [١] ، والصحيح ما ذكره الشيخ الطبرسي في تفسيره الآية ، وهو أن شيطان الجن يوسوس في خفاء ، وهو لا يُرى وأما شيطان الإنس «يأتي علانية ويُرِي أنه ينصح وقصده الشر» [٢].
ثانيا ـ الوحي الملائكي
تدل العديد من الآيات الكريمة على وساطة الملائكة بين اللّه تعالى وأنبيائه ، وحملهم مسؤولية تبليغ الرسالات إلى الأنبياء : ، أو إبلاغهم بالبشارات أو النّذر الصادرة إلى أممهم ، أو تحذيرهم بنزول العقاب على تلك الأمم ، أو تبليغ اللّه تعالى لبعض عباده باختيارهم واصطفائهم أو لطفه بهم وتصبيره لهم على ما ينالون ، وما تحمله هذه البلاغات من دلالات على وجود محاورات وتبادل للكلام ، فقد عُبِّر عن ذلك كله بصيغ عديدة ، منها ما هو مع الأنبياء : ، ومنها ما هو مع غيرهم ، ومن ذلك التبشير بالمنن والنعم الإلهية كتبشير إبراهيم 7 ، وزكريا 7 بالولد بعد الكبر قال تعالى : «قَالُوا لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ» [٣] ، وقال تعالى : « فَنَادَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمَـحْرَابِ أَنَّ اللّه يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً .. » [٤] ، وقال تعالى : «إِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّه يُبَشِّرُكِ
[١] اُنظر : التبيان ٦ : ٤٠٢. [٢] مجمع البيان ١٠ : ٥٧١. [٣] سورة الحجر : ١٥ / ٥٣. [٤] سورة آل عمران : ٣ / ٣٩.
اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 79