اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 69
قال بعض المفسرين : إنّ طيف الشيطان هنا : وسوسته ، فعن ابن عباس في تفسيره للآية قوله تعالى : « إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ .. » الآية قال : إذا وسوس إليهم الشيطان ، وبذلك أيضا قال السدي والحسن وأبو عمرو بن العلاء [١].
وقال مجاهد وسعيد بن جبير : الطيف هو الغضب ، فالممسوس بالطائف عندهما هو : الرجل الذي يغضب الغضبة فيتذكّر اللّه فيكظم غيظه [٢].
يتحصّل لنا مما مرّ أن من الطيف : الوسوسة والجنون والغضب ، ويسمّى طيفا لأنّه (لمة من الشيطان تُشَبَّهُ بلمّة الخيال وهذا من معاني الطيف في اللغة) [٣].
أمّا محلّ المسّ بالطيف فهو كالوسوسة يستهدف القلب [أي النفس] ، فالطائف من الشيطان ما يطوف حول القلب ليلقي إليه الوسوسة ، أو هو وسوسته التي تطوف حول القلب لتقع فيه وتستقرّ عليه [٤].
والواقع عليهم المسُّ هم المؤمنون فإنّهم إذا حصل لهم من الشيطان دفع ووسوسة تذكّروا اللّه ـ وهذا طريق دفع المسّ ـ فيزول عنهم أثره.
٤ ـ الهمز
قال تعالى : «وَقُل رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ» [٥] ، الهمز : العصر ، تقول هَمْزتُ رأسه وهمزت الجوزة بكفي. وهَمَزَ الشيطان الإنسان
[١] انظر : التبيان / الطوسي ٥ : ٦٤ ، مجمع البيان / الطبرسي ٩ : ٥١٣. [٢] انظر : مجمع البيان / الطبرسي ٩ : ٥١٤. [٣] جامع أحكام القرآن / القرطبي ٧ : ٣٥٠. [٤] الميزان / الطباطبائي ٨ : ٣٨١. [٥] سورة المؤمنون : ٢٣ / ٩٧.
اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 69