اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 124
سليمان 7 ، وذلك في قضية الحرث ، قال تعالى : « وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَـانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً .. » [١].
والفهم : هيئة في الإنسان بها يتحقق معاني ما يحسن ، وأفهمته إذا قلت له حتى تصوره [٢].
واستبعد الجبائي ما ذهب إليه بعض المفسرين من أن حكم سليمان 7 كان عن اجتهاد ، وأنه اجتهد في حكمه في القضية ، وجزم أن ذلك الحكم كان (وحيا نسخ به حكم داود الذي كان يحكم به ولم يكن اجتهادا) [٣].
وقد أيّد الشيخ الطوسي ما قاله الجبائي مستدلاًّ على صحّة ذلك بأن الأنبياء : (يُوحَى إليهم ولهم طريق إلى العلم بالحكم ، فكيف يجوز أن يعملوا بالظن) [٤] وهو ما يحتمل من الاجتهاد.
ويذهب الراغب الأصفهاني إلى ما يؤكد كون ذلك التفهيم وحيا ، إذ يرى فيه وجوها محتملة من التفسير : فإما أنه تعالى جعل له من فضل قوة الفهم ما أدرك به ذلك ، وإما بأن ألقى ذلك في روعه [وهو شكل من أشكال الوحي دون واسطة [وإما بأن أوحى إليه وخصه به [٥].
وإجمال القول في هذا التفهيم أنه لايخرج عن نطاق الوحي الإلهي وذلك