اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 125
بدليلين :
١ ـ أنه لا طريق لأن يكون ذلك اجتهادا من سليمان ناسخا لحكم داود ، لأنّه لاطريق للاجتهاد والظن إلى نسخ الوحي الإلهي ، إذ لا ينسخ الوحي إلاّ بمثله.
٢ ـ أنه تعالى أكد أن حكم سليمان مثلما هو حكم داود 7 ، كلاهما واقع ضمن الحكم والعلم الإلهيين ، فهما بوحي نبوي لقوله تعالى : «وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً» [١].
الصورة الثانية للوحي ـ التكليم من وراء حجاب
كانت هذه الصورة من صور تكليمه تعالى للبشر مثارا للكثير من الجدل والخلاف بين العلماء والمفسرين لتضمنها ـ فيما يفسره المشبهة من ظاهرها ـ إشارات إلى التجسيم والحلول والرؤية!! ... إلخ.
ولا مجال في هذا البحث للخوض في تلك الاختلافات والمذاهب سيّما وأن المشبهة من الحشوية التي تميّزت بسطحية أفكارها وعدم تعمّقها في مقولاتها ، وما يهمّنا هنا هو بيان خصوصية هذا النوع من الوحي ومميزاته التي يفترق بها عن سائر صور الوحي الأخرى ، لذلك اقتصر البحث على ثلاثة محاور هي :
أوّلاً ـ معنى التكليم والحجاب
التكليم والكلام من الكَلمْ. قال الراغب : الكَلْمُ : التأثير المدرك بإحدى الحاستين فالكلام مدرك بحاسة السمع والكلم بحاسة البصر [٢].