من جهة رعاية اللّه للنبي وألطافه به حيث قال : « ثم بين سبحانه لطفه برسوله وفضله عليه إذ صرف كيدهم عنه وعصمه من الميل إليهم » [١].
أمّا المجلسي رحمهالله فيرى أن الفضل هو النبوّة وأن الرحمة هي العصمة فقال : (أي لولا أن اللّه خصّك بالفضل وهو النبوّة وبالرحمة وهي العصمة) [٢] ثمّ أنّه يثبت العصمة من خلال تفسيره لقوله تعالى : « وَمَا يَضُرُّونَك مِنْ شَيْءٍ » [٣] قال : (فيه وجهان ، أحدهما : ما يضرونك من شيء في المستقبل ، فوعده اللّه تعالى في هذه الآية إدامة العصمة لما يريدون من إيقاعه بالباطل) [٤].
ويرى السيد الطباطبائي رحمهالله أن (ظاهر الآية الذي تحقّقت به العصمة نوع من العلم يمنع صاحبه عن التلبّس بالمعصية والخطأ) [٥] ، ثمّ يقول ـ إشارة على موهبة العلم الذي عبّر عنه بالعصمة ـ : (إنّ هذه الموهبة الإلهيّة التي نسمّيها قوّة العصمة نوع من القوى الشعورية البتّة ، بل هي الغالبة القاهرة عليها المستخدمة إيّاها ، ولذلك كانت تصون صاحبها من الضلال والخطيئة مطلقاً) [٦].