responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصمة الأنبياء عليهم السلام المؤلف : زين العابدين عبد علي طاهر الكعبي    الجزء : 1  صفحة : 33

قال الشيخ الطبرسي رحمه‌الله : ( ثمّ لامهم سبحانه على ردّهم أمره وذكر أن غرضه من البعثة الطاعة ، فقال « وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ » أي لم نرسل رسولاً من رسلنا « إِلاَّ لِيُطَاعَ » [١] عني به أن الغرض من الإرسال أن يطاع الرسول ويتمثّل بما يأمر به ثمّ أنّه يرى قوله تعالى « بِإِذْنِ اللّهِ » أي بأمر اللّه الذي دلّ على وجوب طاعتهم ) [٢].

وقال العلاّمة الطباطبائي رحمه‌الله : ( وممّايدلّ على عصمتهم عليهم‌السلام قوله تعالى : « وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ » حيث جعل كون الرسول مطاعاً غاية الإرسال ، وقصر العناية فيه ، وذلك يستدعي بالملازمة البيّنة تعلّق إرادته تعالى بكلّ ما يطاع فيه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو قوله أو فعله ، لأنّ كلّ منهما وسيلةً معمولة متداولة في التبليغ ، فلو تحقّق من الرسول خطأ في فهم الوحي أو في التبليغ كان ذلك إرادة منه تعالى للباطل ، واللّه سبحانه لا يريد إلاّ الحقّ ) [٣].

وقد وافقنا على ذلك الفخر الرازي ، فقال : ( الآية دالّة على أن الأنبياء عليهم‌السلام معصومون عن المعاصي والذنوب لأنّها دلّت على وجوب طاعتهم مطلقاً ، فلو أتوا بمعصيةٍ لوجب علينا الاقتداء بهم في تلك المعصية ، وكونها معصية يوجب كونها محرّمة علينا ، فيلزم توارد الإيجاب والتحريم على الشيء الواحد وأنّه محال ) [٤].

الآية السابعة : قال تعالى : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ » [٥].


[١] سورة النساء : ٤ / ٦٤.

[٢] مجمع البيان ٣ : ٨٧.

[٣] الميزان ٢ : ١٣٧.

[٤] مفاتيح الغيب ١٠ : ١٢٩.

[٥] سورة التوبة : ٩ / ١١٩.

اسم الکتاب : عصمة الأنبياء عليهم السلام المؤلف : زين العابدين عبد علي طاهر الكعبي    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست