كالطلاق والعتق ، أو
أحكاماً مثل الحدود والتعزيرات.
ومع كون التقيّة من الفروع الشرعية بلا
خلاف ، إلّا أنّ فقهاء العامّة لم يفردوا لها عنواناً باسم التقيّة في
كتبهم الفقهية ، وإنّما بحث معظمهم مسائلها في قسم العقود من المعاملات ،
وتحديداً في كتاب الإكراه.
والسبب في ذلك هو علاقة التقيّة
بالاكراه مع دخول كل منهما في أغلب الفروع الشرعية. وهذا السبب ليس كافياً
في الواقع ، فالشهادات مثلاً مع صلتها الوثقى بالقضاء ، ودخولها في أغلب
الفروع إلّا أنهم أفردوا لها عنواناً ، وكذلك الحال مع الإقرار والصلح
وغيرهما من العناوين الفقهية ، وهذا مايسجل ثغرة في المنهج الفقهي الخاص
بترتيب مسائل الفقه وتبويبها.
بل ، وثمّة إشكال آخر على بحث مسائل
التقيّة تحت عنوان الاكراه ؛ لما مرّ سابقاً من انتفاء الاكراه في بعض
أقسام التقيّة ، ولهذا ترك بعضهم مسائلها موزعة على مواردها في أغلب
الأبواب الفقهية.
ومن هنا صار بحث التقيّة فقهياً بحثاً
مضنياً يتطلب الرجوع إلى أبواب الفقه كافة ، بغية الوقوف على مسائلها ، وهو
ما حاولنا القيام به ، مع مراعاة الاختصار باجتناب الإطالة ما أمكن ،
والاكتفاء بالأهم دون المهم ، والبعد عن كلِّ ما فيه من غموض أو تعقيد.
وقد ارتأينا تقسيم مسائلها على غرار التقسيم
الفقهي السائد لفروع الاحكام ، مسبوقاً بما اتصل منها بركن الرسالة الأعظم : الإيمان بالله تعالى ورسوله الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم
، أو بالأخلاق والآداب العامّة كما في مداراة الناس ومعاشرتهم بالحسنى ، كما سنبينه قبل ذلك التقسيم ، وعلى النحو الآتي.