responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 79

«وليس في أطباق السماء موضع إهاب‌ [1] إلّاوعليه ملك ساجد أو ساع حافد [2] يزدادون‌

على طول الطاعة بربّهم علماً، وتزداد عزة ربّهم في قلوبهم عظماً».

فالعبارات تفيد كثرة عدد الملائكة من جانب بحيث ملأت جميع أقطار السموات بما فيها مدبرات الأمر وامناء الوحي والمنهمكين بالطاعة والعبودية. من جانب آخر فان كلا الطائفتين من الملائكة لكثرة طاعتها لربّها إنّما تزداد يوما بعد آخر علما ومعرفة فيصبحوا أكثر قربا للَّه‌ومعرفة به. وهذا درس آخر للناس ليعلموا أنّ الطاعة والتقوى سبب ازدياد العلم والمعرفة والتعرف على صفات اللَّه الجمالية والجلالية. والواقع هو أنّ هنالك تأثير متبادل بين الطاعة والتقوى والمعرفة حيث تحكمهما علاقة طردية، فالمعرفة تقود إلى‌ الطاعة، كما أنّ الطاعة تكون سببا للعلم والمعرفة الأعمق والأشمل. فقد ورد في الحديث أنّ رجلًا سأل الإمام الصادق عليه السلام: هل الملائكة أكثر أم الناس؟ فاجاب عليه السلام:

«والذي نفسي بيده لعدد ملائكة اللَّه في السموات أكثر من عدد التراب في الأرض؛ وما في السماء من موضع قدم إلّاوفيها ملك يسبحه ويقدسه» [3].

تأمّل: الناس والملائكة ثانية

بين الإمام عليه السلام في هذا الخطبة صفات الملائكة بصورة واسعة جداً، وبالطبع فانّ هنالك هدفا مهما كان ينشده الإمام عليه السلام من ذلك. ويبدو أنّ للإمام عليه السلام هدفان هما: ذلك المطلب الذي وردت من أجله الخطبة ويكمن في معرفة الصفات بعيدا عن الشرك سواء عن طريق التشبيه أو التعطيل.

والآخر هو سوق الإنسان نحو الملائكة والتحلي بصفاتها؛ ومنها أنّهما كها بالعبادة والطاعة والتواضع والخضوع واتباع الأوامر؛ فلا يكلون ولايتعبون ولايفترون، وليس بينهم من‌


[1] «أهاب» جلد الحيوان، أو الجلد المدبوغ.

[2] «حافد» من مادة «حفد» السرعة في العمل.

[3] تفسير القمي 2/ 255.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست