وحوازب [2]
الخطوب، لأطرق كثير من السائلين، وفشل كثير من المسؤولين»
أي أسألوني مادمت بينكم، فليس لأحد بعدي أن يرد على ما يدور في أذهانكم، آنذاك
ليس لكم سوى الندم.
الثانية: إشارة إلى الأزمات والخطوب المرتقبة، ليستعدوا لها، كما تبشر من جانب
آخر الأخيار والصالحين بالفتح
«وذلك إذا قلصت [3] حربكم، وشمرت [4] عن ساق، وضاقت الدنيا
عليكم ضيقاً، تستطيلون معه أيام البلاء عليكم، حتى يفتح الله لبقية الأبرار
منكم»
، فالإمام عليه السلام أشار- إلى سيطرة الجناة من حكام بني أمية وسيطرتهم على
مقدرات الامّة الإسلامية وغصب أموالها، وليس لمن يقف بوجههم سوى الضربات الماحقة
الشديدة، والحق أنّ جرائمهم وجناياتهم لتفوق الخيال والتصور، وما أروع عبارة
الإمام عليه السلام بهذا الشأن حين قال:
«ضاقت الدنيا عليكم ضيقاً»
لتصور بعض الفضائع التي ارتكبها بني أمية بحق الناس.
أمّا قوله عليه السلام:
«حتى يفتح الله لبقية الابرار منكم»
، فيمكن أن يكون إشارة إلى زوال حكومة بني أمية، ليتنفس المسلمون بعدها
الصعداء، حيث سيتربص بهم العباسيون الذين لم تشتد قوتهم آنذاك. كما يمكن أن تكون
إشارة إلى الحكومة العالمية للإمام المهدي عليه السلام التي تقتلع جذور الظلم
والجور وتنهي كافة أشكال التسلط والهيمنة وترسي قواعد العدل والقسط، وإليك طائفة
من الامور الغيبية التي أخبر عنها الإمام عليه السلام ثم تحققت، تأمل نبوءات
الإمام عليه السلام أفرد ابن أبي الحديد فصلًا بهذا الشأن فقال: واعلم أنّه
عليهالسّلام قد أقسم في هذا الفصل باللَّه الذي نفسه بيده أنّهم لايسألونه عن أمر
يحدث بينهم وبين القيامة إلّاأخبرهم به، وأنّه ما صحّ من طائفة من الناس يهتدى بها
مائة وتضلّ بها مائة، إلّاوهو مخبرٌ لهم- إن سألوه- برعاتها وقائدها وسائقها
ومواضع نزول ركابها وخيولها؛ ومَنْ يقتل منها قتلًا، ومَنْ يموت منها