responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 383

تأمّل‌

من هم اولوا الأمر؟

بالنسبة لتفسير «اولوا الأمر» هناك خلاف بين المفسّرين، فالمفسّرون من أهل السنّة يرون أنّ أولي الأمر هم القادة والولاة والحكّام في كلّ عصر، والعجيب أنّهم لم يقولوا بوجود استنثاء من هذه القاعدة، وبالتالي يجب على المسلمين اتّباع كلّ شكل من أشكال الحكومة حتى لو كانت حكومة المغول والتتر، ولكن بعض المفسّرين المتأخرين منهم، الذين يتمتعون بافق أوسع وذهن أرحب كصاحب تفسير «المنار» و «في ظلال القرآن»، يعتقدون بأنّ المراد من أولي الأمر هم نوّاب الشعب والعلماء وأصحاب المناصب الذين لهم دور مهم في حياة الناس، ولكنّهم يشترطون بأن لا يسير هؤلاء بخلاف مقررات الإسلام وأحكامه.

هذا والحال أنّ البعض الآخر يحصر اولوا الأمر بالعلماء والزعماء المعنويين فقط، وذهب آخرون إلى‌ أنّ أولي الأمر هم الخلفاء الأربعة عشر ولازمه عدم وجود أولوا الأمر في الأزمنة الأخرى‌.

وذهب بعضهم إلى‌ أنّ الصحابة من أولي الأمر أيضاً، حيث يرد عليه نفس الإشكال والايراد.

ولكنّ المفسّرين الشيعة متفقون بأنّ أولي الأمر هم أئمّة المعصومين عليهم السلام فقط وهم قادة الخلائق إلى‌ اللَّه في جميع الأمور الماديّة والمعنويّة، والدليل على ذلك واضح، وهو أنّ إطاعة أولي الأمر الوارد في الآية الشريفة مطلقة، وبديهي أنّ الطاعة المطلقة للشخص الذي يتورط في الذنب أو الخطأ لا معنى لها، وخاصّة أنّ أولي الأمر معطوفة مباشرة على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وجملة «اطيعوا» التي جاءت قبل ذلك تشمل الإطاعة للنّبي الأكرم صلى الله عليه و آله وأولي الأمر على حدّ السواءً.

والجدير بالذكر أنّ بعض المفسّرين من أهل السنّة تحركوا في هذا المورد من موقع الانصاف واعترفوا بهذه الحقيقة، يقول الفخر الرازي في تفسيره في ذيل هذه‌

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست