responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 186

لأنّ التلوث بمثل هذه الضيافات الثقيلة والموائد المجللة، التي لا طريق للجائعين إليها، والتي يدعى إليها الأشراف والأثرياء فقط وهم غالباً من الملوثين بالأموال الحرام، ويبعدك عن ذكر اللَّه والمعاد والالتفات إلى‌ المحرومين وتزيد من ثقل ذنوبك وتسبب لك المشاكل يوم القيامة.

وجاء في تاريخ «مروج الذهب»: ذكر الفضل بن الربيع (وزير المهدي): دخل شريك (بن عبداللَّه) القاضي على المهدي (العباسي) يوماً، فقال له: لابدّ أن تجيبني إلى‌ خصلة من ثلاث خصال، قال: وما هي ياأميرالمؤمنين؟ قال: إمّا أن تلي القضاء، أو تحدّث ولدي وتعلّمهم، أو تأكل عندي أكلة، ففكر ثمّ قال: الأكلة أخفهنّ على نفسي، فاحتبسه وقدّم إلى‌ الطبّاخ أن يطبخ له ألواناً من المخ المعقود بالسكر والطبرزذ والعسل، فلمّا فرغ من غذائه قال له القيم على المطبخ، ياأميرالمؤمنين ليس يفلح الشيخ بعد هذه الأكلة أبداً، قال الفضل بن الربيع: فحدّثهم شريك بعد ذلك، وعلّم أولادهم، وولي القضاء لهم، وقد كتب بارزاقه إلى‌ الجهبند فضايقه في النقص، فقال له الجهبند: إنّك لم تبع بزّاً، قال له شريك: بلى واللَّه لقد بعت أكبر من البز، لقد بعت ديني‌ [1].

أجل، ربّما تكون للقمة من طعام حرام هذه الآثار السلبية العجيبة في الإنسان، فلو أنّ شريك تعامل مع هذه المسألة بآليات العقل واكتفى بتعليم أبناء الخليفة فربّما استطاع تعليمهم معارف الإسلام وحقيقة الرسالة الإلهيّة ليدفع ظلمهم وجورهم في المستقبل.

تأمّلان‌

1. الزهد والانتفاع من المواهب الإلهيّة

بعد المطالعة الدقيقة لهذه الرسالة ربّما يثار هذا السؤال: هل أنّ الإسلام يحرم‌


[1]. مروج الذهب، ج 3، 310.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست