responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 185

الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع يعيشون خوف المعاد:

«فِي مَعْشَرٍ أَسْهَرَ [1] عُيُونَهُمْ‌

خَوْفُ مَعَادِهِمْ، وَتَجَافَتْ‌ [2] عَنْ مَضَاجِعِهِمْ‌ [3] جُنُوبُهُمْ، وَهَمْهَمَتْ‌ [4] بِذِكْرِ رَبِّهِمْ شِفَاهُهُمْ،

وَتَقَشَّعَتْ‌ [5] بِطُولِ اسْتِغْفَارِهِمْ ذُنُوبُهُمْ».

فمثل هذا الخوف من الحساب والقيامة أسهر عيونهم ومنع أبدانهم من الإخلاد إلى النوم وجعل شفافههم تتمتم بذكر ربّهم وأنّهم لكثرة استغفارهم تقشعت وتساقطت ذنوبهم:

«وَهَمْهَمَتْ بِذِكْرِ رَبِّهِمْ شِفَاهُهُمْ، وَتَقَشَّعَتْ بِطُولِ اسْتِغْفَارِهِمْ ذُنُوبُهُمْ»

، وهذه العبارات في الحقيقة مقتبسة من القرآن الكريم كما ورد في صفات المؤمنين الحقيقيين قوله تعالى: «تَتَجافى‌ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ» [6].

وفي مورد آخر يقول تعالى: «كانُوا قَليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» [7].

ويتابع الإمام عليه السلام كلامه مستفيداً من الآية الشريفة من القرآن الكريم في وصف هؤلاء المتقين بصفة «حزب اللَّه»: «أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَآ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» [8].

وأخيراً يختم الإمام عليه السلام رسالته المنيرة والمثمرة بهذه الجمل يخاطب بها عثمان بن حنيف وجميع السائرين في خط الفضيلة والطالبين للسعادة ويقول:

«فَاتَّقِ اللَّهَ يَاابْنَ حُنَيْفٍ، وَلْتَكْفُفْ‌ [9] أَقْرَاصُكَ، لِيَكُونَ مِنَ النَّارِ خَلَاصُكَ».


[1]. «أسهر» من مادة «سهر» على وزن «سفر» بمعنى اليقظة.

[2]. «تجافت» من مادة «تجافي» بمعنى التنحي والابتعاد ومادته الأصليّة «جفاء» بمعنى أبعاد الشي‌ء.

[3]. «مضاجع» جمع «مضجع» بمعنى محل النوم.

[4]. «همهمت» من مادة «همهمة» بمعنى الكلام بصورة همس.

[5]. «تقشّعت» من مادة «تقشّع» على وزن «توقع» ويعني التلف والتفرق من مادة «قشع» على وزن «مشق» بمعنى الرفع والدفع.

[6]. سورة السجدة، الآية 16.

[7]. سورة الذاريات، الآيتان 17 و 18.

[8]. سورة المجادلة، الآية 22.

[9]. «ولتكفف» من مادة «كفّ» بمعنى المنع، ولكن في الكثير من نسخ نهج البلاغة وشروحها وردت «وَلْتَكْفِكَ» من مادة «كفاية» يعني أنّ أقراص الخبز كافية لك فلا تقصد الموائد الفاخرة والأطعمة الملونة.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست