، وهذه العبارات في الحقيقة مقتبسة من القرآن الكريم كما ورد في صفات المؤمنين
الحقيقيين قوله تعالى: «تَتَجافى جُنُوبُهُمْ
عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ
يُنْفِقُونَ»[6].
وفي مورد آخر يقول تعالى: «كانُوا
قَليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»[7].
ويتابع الإمام عليه السلام كلامه مستفيداً من الآية الشريفة من القرآن الكريم
في وصف هؤلاء المتقين بصفة «حزب اللَّه»:
«أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَآ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»[8].
وأخيراً يختم الإمام عليه السلام رسالته المنيرة والمثمرة بهذه الجمل يخاطب
بها عثمان بن حنيف وجميع السائرين في خط الفضيلة والطالبين للسعادة ويقول:
[9]. «ولتكفف» من مادة «كفّ» بمعنى
المنع، ولكن في الكثير من نسخ نهج البلاغة وشروحها وردت «وَلْتَكْفِكَ» من مادة
«كفاية» يعني أنّ أقراص الخبز كافية لك فلا تقصد الموائد الفاخرة والأطعمة
الملونة.