responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 187

التلذذ بالأطعمة والمأكولات اللذيذة والحضور في هذه الموائد الفخمة، أو أنّ هذا العمل حلال في نفسه؟ وهل هناك تقاطع بين الزهد الإسلامي والاستفادة من النعم الإلهيّة الدنيويّة؟ الكلام في هذا المجال متشعب ومفصّل، ولكن يمكن تقديم عصارة لمثل هذا الموضوع فنقول:

وردت روايات كثيرة في تشويق المسلم للزهد في الدنيا منها:

«الزَّهادَةُ فِي الدُّنيَا لَيسَتْ بِتَحرِيمِ الحَلالِ وَلا إِزالَةِ المَالِ وَلَكنّ الزَّهادَةَ فِي الدُّنيَا أنْ لا تَكُونَ بِمَا فِي يَدِيكَ أَوثَقُ مِمَّا فِي يَدِ اللَّهِ» [1].

وجاء في حديث آخر عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام يقول:

«الزَّهَادَةُ قِصَرُ الْأَمَلِ وَالشُّكْرُ عِنْدَ النِّعَمِ وَالتَّوَرُّعُ عِنْدَ الْمَحَارِم» [2].

وجاء في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

«ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ لَايُحَاسِبُ اللَّهُ عَلَيْهَا الْمُؤْمِنَ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ وَثَوْبٌ يَلْبَسُهُ وَزَوْجَةٌ صَالِحَةٌ تُعَاوِنُهُ وَتُحْصِنُ فَرْجَهُ» [3].

ويتبيّن من هذه الرواية الشريفة أنّ الانتفاع من هذه المواهب لا يتنافى مع الزهد أبداً، وكذلك ما ورد من الآيات الروايات في هذا الباب ممّا يستدعي استعراضها وبيانها لتأليف كتاب مستقل عنها.

ولكن في مقابل هذه النصوص هناك روايات أخرى تدعو الإنسان إلى‌ ترك لذات الدنيا وتمدح ترك التلذذ والتنعم بالمواهب الإلهيّة الكثيرة، منها:

ما ورد في حديث معروف عن الإمام علي عليه السلام قاله ليلة استشهاده بعد أن تناول فطوره المكوّن من خبز وملح وترك ما سواهما، قال مخاطباً إبنته:

«يَا بُنَيَّة مَا مِنْ رَجُلٍ طَابَ مَطْعَمُهُ وَمَشْرَبُهُ وَمَلْبَسُهُ إِلَّا طَالَ وُقُوفُهُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [4].


[1]. ورد هذا الكلام عن النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله في سنن الترمذي، ص 2443. وكذلك ورد هذا الحديث في وسائل الشيعة ج 11، ص 315، ح 13 باب استحباب الزهد في الدنيا وحد الزهد عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً.

[2]. نهج البلاغة، الخطبة 81.

[3]. بحار الأنوار، ج 79، ص 299.

[4]. المصدر السابق، ج 42، ص 276.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست