التلذذ بالأطعمة والمأكولات اللذيذة والحضور في هذه الموائد الفخمة، أو أنّ
هذا العمل حلال في نفسه؟ وهل هناك تقاطع بين الزهد الإسلامي والاستفادة من النعم
الإلهيّة الدنيويّة؟ الكلام في هذا المجال متشعب ومفصّل، ولكن يمكن تقديم عصارة
لمثل هذا الموضوع فنقول:
وردت روايات كثيرة في تشويق المسلم للزهد في الدنيا منها:
ويتبيّن من هذه الرواية الشريفة أنّ الانتفاع من هذه المواهب لا يتنافى مع
الزهد أبداً، وكذلك ما ورد من الآيات الروايات في هذا الباب ممّا يستدعي استعراضها
وبيانها لتأليف كتاب مستقل عنها.
ولكن في مقابل هذه النصوص هناك روايات أخرى تدعو الإنسان إلى ترك لذات الدنيا
وتمدح ترك التلذذ والتنعم بالمواهب الإلهيّة الكثيرة، منها:
ما ورد في حديث معروف عن الإمام علي عليه السلام قاله ليلة استشهاده بعد أن
تناول فطوره المكوّن من خبز وملح وترك ما سواهما، قال مخاطباً إبنته:
[1]. ورد هذا الكلام عن النّبي الأكرم
صلى الله عليه و آله في سنن الترمذي، ص 2443. وكذلك ورد هذا الحديث في وسائل
الشيعة ج 11، ص 315، ح 13 باب استحباب الزهد في الدنيا وحد الزهد عن الإمام الصادق
عليه السلام أيضاً.