responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 133

ورأس النفاق، يهددني وبيني وبينه ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وزوج سيدّة نساء العالمين وأبي السبطين، وصاحب الولاية والمنزلة والإخاء في مئة ألف من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم باحسان، أما واللَّه لو تخط هؤلاء أجمعين إليَّ لوجدني أحمر مخشن ضراباً بالسيف.

ثمّ كتب زياد رسالة إلى‌ أميرالمؤمنين علي عليه السلام وبعث بكتاب معاوية معها: فكتب إليه الإمام علي عليه السلام يقول: «أمّا بعد، فإنّي قد وليتك وأنا أراك لذلك أهلًا، فإنّه قد كانت من أبي سفيان فلتة في أيّام عمر من أماني التيه وكذب النفس، لم تستوجب بها ميراثاً ولم يستحق بها نسباً، وأنّ معاوية كالشيطان الرجيم يأتي المرء من بين يديه من خلفه وعن يمينه وعن شماله، فاحذره ثمّ احذره ثمّ احذره والسلام».

أمّا المرحلة الثانية من حياته اختلفت تماماً عن المرحلة السابقة، وبتعبير معاصر أنّه انقلب 180 درجة على ما كان سابقاً، وهذه المرحلة تبتدى‌ء منذ أن خدعه معاوية بواسطة المغيرة بن شعبة، وقد استغل معاوية نقطة الضعف في زياد هو حبّه للجاه والمقام، فدعاه إليه بعد قضية صلح الإمام الحسن عليه السلام وادّعا إخوته (أنّه ابن غير مشروع لأبي سفيان) وولاه حكومة فارس، ثمّ وسع دائرة نفوذه وألحق بولايته الولاية على الكوفة والعراق، فما كان من زياد من أجل تثبيت حكومته والتصدي للثورات الشعبية ضد معاوية وأزلامه، إلّاأن بدأ بقمع الأصوات المناوئة لحكومة بني اميّة، وبخاصة الشيعة الموالين لأهل البيت عليهم السلام فكان يستخدم فيهم القتل والقمع والشدّة بأقصى صورها، وقد إرتكب معهم جرائم لا تعدّ ولا تحصى بحيث إنّه شوّه تاريخ الإسلام بأفعاله، ومن ذلك أنّه قبض على «حجر بن عدي» كان رجلًا شجاعاً ومؤمناً ومن شيعة الإمام علي عليه السلام المخلصين ومشهوراً بالصلاح والنقاء ومن صحابة النّبي المعروفين، ومعه جماعة من أصحابه وأرسلهم إلى‌ الشام، وقد أمر معاوية بقتل هذا الرجل الصالح في منطقة «مرج عذراء» وذلك أضاف صفحة سوداء أخرى إلى‌ صفحات حياته السوداء، وقد وصل به الأمردرجة أنّ الحسن البصري الذي لم تكن له علاقة جيداً مع الإمام علي عليه السلام قال في حقه: إنّ معاوية قد إرتكب ثلاثة أمور، كلّ‌

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست