responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 335

تتناسب العقوبات المذكورة مع أعمال أصحاب الجحيم؟ ولعل عدم القدرة على‌ تقديم إجابة شافية على‌ هذا الاعتراض دفع جماعة إلى‌ حملها على‌ معانٍ مجازية أو القول إنّها عقوبات روحية.

لكن الالتفات إلى‌ النقطة التي تُعتبر المفتاح لحلّ مثل هذه المشاكل، والتي لفتنا إليها الانظار مَرّات متعددة سيُساعد على‌ فكّ هذا اللغز، وهي أنّ هذه العقوبات تمثل على‌ الأغلب تجسيداً لأعمال الإنسان وهي حصيلة لها.

وهو مانشاهد نماذج مختلفة منه في عالمنا هذا.

فهناك مثلًا أشخاص يقعون ضحية لبعض أنواع الإدمان الخطيرة لمجرّد تحقيق لذّة وهمية عابرة، وهذا الإدمان يؤدّي عادة إلى‌ استهلاك كل طاقاتهم وسريعاً ما يتحوّلون إلى‌ كائنات منهكة مُصابة بأنواع الأمراض القاتلة التي يظلّون يعانون منها ومن آلامها بقيّة أعمارهم أو أنّهم يتعرضون للاصابة ببعض الأمراض المستعصية على‌ العلاج- نتيجة للانحرافات الجنسية- أمثال مرض الايدز،

إنّ الإنسان عندما يرى‌ الأشخاص المصابين بهذا المرض يتأسى‌ ويحزن على‌ حالهم ويتأسف على‌ ماهم فيه من العناء.

فهل يمكن القول: لماذا تصبح حصيلة هذا الادمان أو هذا الانحراف على‌ هذه الدرجة من الشدّة وطول المدّة؟ إذ لايوجد بينهما أي تناسب منطقي.

ولو تفوّه أحد بمثل هذا الكلام، لقيل له على‌ الفور: هذه هي نتيجة عملهم وقداخطروا وانذورا بها من قبل. ويصدق نفس هذا المعنى‌ على‌ العذاب الذي يلقاه أصحاب جهنّم أيضاً فقد حذّرهم تعالى وأنذرهم مِراراً في القرآن الكريم ولكنّهم كانوا معاندين.

وقد لوحظ في كثير من الأحيان أنّ بعض الأشخاص قد تعرّضوا إلى‌ حوادث السيارات- لعدم اهتمامهم بمراعاة اصول السوق- فاصيبت منهم الأيدي والأرجل أو العمود الفقري وظلوا يعانون الألم طوال حياتهم، في حين كان باستطاعتهم تجنّب كل ذلك من خلال الالتزام الصحيح بتعليمات المهنة، فحينما يدور الحديث عن نتائج العمل وآثاره الطبيعية،

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست