responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 277

11- حبّ الدنيا

حبّ الدنيا رأس كل خطيئة، ومن العوامل المهمّة في إلقاء الكثير من الناس في نار جهنّم، كما صرّح بذلك قوله تعالى‌: «مَّن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مانَشَاءُ لِمَن نُّريدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذمُوماً مَّدحُوراً». (الاسراء/ 18)

أي إنَّ الأمر ليس بهذه الدرجة من البساطة بحيث ينال أهل الدنيا كل مقاصدهم منها، بل قد يلجأون إلى‌ الآف الحيل والمساعي، بل ويضطرون إلى‌ ارتكاب الجرائم والمعاصي من أجل بلوغ بعض من اغراضهم، لكن جهنّم لهم بالمرصاد، فتحرق أجسادهم وأرواحهم أيضاً بحكم كونهم «مذمومين» و «مدحورين» ومطرودين من رحمة اللَّه‌ [1].

12- اكتناز الذهب‌

إنّ اكتناز الذهب وإن كان يُعَدُ واحداً من مظاهر حب الدنيا، لكن القرآن الكريم قد أكّد عليه وخصّه بالذكر بأعتباره واحداً من الأسباب التي تؤدّي ببني آدم إلى‌ دخول نار جهنّم، حيث قال تعالى‌: «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ الِيمٍ* يَوْمَ يُحمَى‌ عَلَيهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكوَى‌ بِهَا جِبَاهُهُم وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُم فَذُوقُوا مَاكُنتُمْ تَكنِزُونَ». [2] (التوبة/ 34- 35)

تحتوي هذه الآية على‌ نقاط وبحوث متعددة سنشير إليها في موضعها المناسب، أمّا ما ينبغي الإشارة إليه هنا فيتلخّص في نقطتين:

الاولى‌: إلى‌ أي‌حدّ يُعتبر جمع الثروة اكتنازاً؟ وهذا الموضوع مُختلف فيه كثيراً بين المفسّرين، وما ورد في الكثير من الروايات عن الشيعة وأهل السنّة، واتّفقت عليه آراء الكثير من المفسّرين هو: أنَّ المال الذي تؤدّى‌ زكاته لايُعتبر كنزاً (أيُّ مال ادّيت زكاته فليس بكنز) [3].


[1]. ورد نظير هذا المعنى‌ في سورة النازعات؛ 38.

[2]. ورد نفس المعنى‌ في سورة الهمزة، 2 إلى‌ 6؛ وسورة مسد، 2- 3؛ وسورة الحاقة، 28 إلى‌ 31.

[3]. لمزيد من الايضاح راجع التفسير الأمثل ذيل الآية 35 من سورة التوبة.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست