responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 278

ولكن في الظروف الاستثنائية وحين توجب مصالح المجتمع الإسلامي على‌ الحكومة الإسلامية تعيين حدود جمع الثروة- كما ورد في بعض الروايات عن علي عليه السلام- أو يكون الاجراء أبعد من ذلك فيعلن في ظرف خاص عن وجوب صرف جميع المدّخرات والذخائر حفاظاً على‌ وجود المجتمع الإسلامي (كما ورد في بعض الروايات بشأن قيام الإمام المهدي «عج»). لكن لا تُعتبر النقاط المذكورة قاعدة عامّة، والقاعدة العامة الأساسية هي ماذكرنا في بداية الموضوع.

الثانية: لماذا تقول الآية تكوى‌ بها جباههم وجنوبهم وظهورهم؟ لعلَّ ذلك يعود إلى‌ ردود الفعل التي تصدر منهم تجاه المحرومين والفقراء فهم أولًا يعبّسون ويقطّبون الجبهة، ومن ثم يظهرون اللامبالاة فيصدّون عنهم ومن بعد ذلك يديرون لهم الظهور، ولذلك تكوى‌ بالترتيب جباههم ثم جنوبهم ثم ظهورهم بنفس تلك المسكوكات كما كانوا يكوون قلوب المساكين والفقراء.

13- الفرار من الزحف‌

نحن نعلم أنّ الإسلام يعتبر هذا الذنب من أكبر الذنوب فهو يؤدّي إلى‌ اندحار وذلّة وشقاء المسلمين ويستوجب أشد العقوبات وهنا يصرح القرآن: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذَا لَقِيتُمُ الَّذينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلَا تُوَلُّوهُمُ الادبَارَ* وَمَن يُوَلِّهِمْ يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أو مُتَحَيِّزاً الَى‌ فِئَةٍ فَقَد بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصِيرُ». (الانفال/ 15- 16)

«الزحف»: وفقاً لرأي أصحاب اللغة [1] يعني في الأساس الحركة المصحوبة بجر الأرجل على‌ الأرض كحركة الطفل في بداية تعلمه للمشي، أو كسير الجمل عند شدّة التعب ثم استعملت هذه الكلمة لتعني حركة المجاميع الكبيرة من الناس لأنّهم يبدون لكثرتهم وكأنّهم‌


[1]. مقاييس اللغة؛ مفردات الراغب؛ والتحقيق في كلمات القرآن الكريم.

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست