responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 210

وكأنّها القمر في الليلة الرابعة عشرة، ليست معلولة للنعم المادية فقط لأنّ النعم المادية لا يمكنها لوحدها إيجاد مثل هذه الآثار، ومن المؤكد أنّ هذا الأثر ناتج عما يختلج في نفوس أصحابها من أحاسيس ومشاعر معنوية وروحية سامية تنعكس آثارها على‌ أجسامهم، وختام الآية شاهد على‌ هذا المعنى‌ أيضاً.

7- الشعور برضا اللَّه‌

ليس هناك شعور يخامر الإنسان أكثر من شعوره برضا محبوبه وعزيز قلبه، فهذا الشعور يثير لديه بهجة وارتياحاً لا يوصفان.

نعم، إنّ نيل رضا المحبوب من أكبر اللذات المعنوية، وهي لذّة ممزوجة بالشعور بالشخصية وقيمة الوجود، لأنّه إن لم يكن يتحلّى‌ بالقيمة والشخصية، لما كان موضع قبول محبوبه الأكبر.

لقد أشار القرآن الكريم مراراً إلى‌ هذه القضية المهمّة وجعل منها ركيزة يستند عليها، فبعد الإشارة إلى‌ الجنان اليانعة والأزواج المطّهرة، ورد في قوله تعالى: «وَرِضوانٌ مِنَ اللَّهِ» (آل عمران/ 15)

فهذه النعمة التي تُعتبر أفضل من جميع النعم قد لُخّصت في جملة قصيرة وبليغة.

وفي الآية 72 من سورة التوبة ازيح الستار أكثر عن هذا الموضوع، فبعد الإشارة إلى‌ مجموعة من النعم المادية المتوفّرة في الجنّة ومنها الحدائق التي تجري من تحتها الأنهار والمساكن الطّيبة، يقول تعالى‌: «وَرِضوَانٌ مِّنَ اللَّهِ اكبَرُ» ثم تُختتم الآية بالجملة: «ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ».

فاستخدام تعابير من أمثال‌ «أكبر» و «ذلك هو الفوز العظيم» يُظهر بوضوح عدم وجود نعمة تضاهي هذه النعمة وبالشكل الذي يتضمن مفهوم الحصر وكأنّ الجملة تريد أن تقول:

(ذلك هو الفوز العظيم لا غير).

لقد ذكرنا عدّة مَرّات عدم إمكانية تصوّر أيٍّ من النعم المادّية للعالم الآخر في نطاق هذا السجن الدنيوي المحدود، فكيف يجوز ذلك بشأن نعمة روحية ومعنوية كبرى‌ ألا وهي «رضوان اللَّه».

اسم الکتاب : نفحات القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 6  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست