وقد وردت الإشارة إلى هذا الموضوع بتعبير آخر في قوله تعالى: «تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ». (المطففين/ 24)
فكلمة «النضرة»: تعني في الأصل الجمال، والمقصود من (نضرة
النعيم) الطراوة والنعومة التي تظهر من أثر وفرة
النعمة والحياة المرفهة وتعكس حالة (الارتياح والانبساط الداخلي) كما أنّ «تعابير
الوجه تفشي سر الداخل» [1].
وقد فسّر بعضهم هذه الكلمة بمعنى السعيد والفرح والمستبشر كما جاء في قوله
تعالى:
ولكن الآيات السابقه لها تظهر أنّ هذه الآية تشرح حال المؤمنين في مشهد المحشر
وليس في الجنّة.
وفسرها البعض الآخر بمعنى النور والجمال والاشراق الذي لا يتيسر للبيان وصفه، [3] وذهب البعض
الآخر إلى أنّها تعني البِشْر والبشاشة التي تظهر على وجوههم شعوراً منهم برضا
المحبوب أياللَّه سبحانه وتعالى [4].
ونقرأ هذا الوصف الآية الكريمة: «وُجُوهٌ
يَومَئِذٍ نَّاعِمَةٌ* لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ».
(الغاشية/ 8- 9)
كلمة «ناعمة»: مأخوذة من مصدر (النعمة) وتعني هنا الاستغراق في النعمة إلى حد ظهور آثارها من
السرور والارتياح على الوجه.
وقال آخرون: إنّها تعني النعومة واللطافة، وهذه أيضاً حاصلة من النعم المختلفة [5].
ومن الطبيعي أنّ هذه النعومة والطراوة، أو تلك الوجوه المنيرة على قول بعض
المفسّرين
[1]. جاءت تعابير مشابهة في سورة
القيامة، الآية 22؛ وسورة الدهر، الآية 11.
[2]. تفسير الكبير، ج 31، ص 98 (نقله
باعتباره قولًا).