والذين يتحركون في ثقافتهم وعقيدتهم من موقع الدليل والمنطق ماهية الصراط
المستقيم للإسلام وأنّه لا يتمثل بتعاليم هذا المذهب العنيف.
وإنني أتقدم لعلماء الإسلام بكل احترام وأطلب منهم أن يوحدوا كلمتهم ويقولوا
بصوت واحد: إنّ هذه الجماعة التي ترى جميع المسلمين سواها، مشركين، ولهذا السبب
يُفتي باستباحة أموالهم ودمائهم، لا تمثّل الإسلام الصحيح، وبديهي أنّ مثل هذا
المذهب والمنهج ليس له مكان في العالم المعاصر ويعيش في منزلقات الافول ويقترب من
آخر الخط، وينبغي علينا تقديم الإسلام الذي هو دين المحبّة والرأفة، إلى العالم
بصورته الحقيقية ليجد طريقه إلى قلوب الناس ويستمر في تقدمه وتسخيره لقلوب وأفكار
البشرية.
والأعجب من الجميع أنّ التشدد الذي يتخذه أفراد هذه الجماعة ديناً لهم قد طال
الحكومة التي أوجدوها بأنفسهم «حكومة آل
سعود» حيث قاموا بسلسلة من الاغتيالات والقتل الفجيع
في المملكة العربية السعودية إلى درجة أنّ الحكومة السعودية بدورها اعترفت بخطر
هؤلاء على المواطنين وتحركت للحد من نشاطهم وشرعت باعادة النظر في علوم المدارس
الدينية للوهابية وعزلت أئمّة المساجد المتشددين، وهذا بدوره يمثل دليلًا آخر على
اقتراب الوهابية المتشددة من نهاية العمر، حيث لم يبق لديهم مكان مناسب حتى في
مركزهم الأصلي و بقي المعتدلون منهم.