و كذا لو حجّ شخص و جعل عمرته عن شخص و حجّه عن آخر لم يصحّ؛ و لكنّه محلّ
تأمّل [1]، بل ربما يظهر من خبر محمّد بن مسلم [2] عن أبي جعفر عليه السلام صحّة
الثاني [3]، حيث قال:
سألته عن رجل يحجّ عن أبيه أ يتمتّع؟ قال: «نعم، المتعة له و الحجّ عن أبيه».
مسألة 2: المشهور أنّه لا يجوز الخروج من مكّة بعد
الإحلال من عمرة التمتّع قبل أن يأتي بالحجّ، و أنّه إذا أراد ذلك، عليه أن يحرم
بالحجّ فيخرج محرماً به، و إن خرج محلًاّ و رجع بعد شهر فعليه أن يحرم بالعمرة، و
ذلك لجملة من الأخبار الناهية للخروج و الدالّة على أنّه مرتهن و محتبس بالحجّ و
الدالّة على أنّه لو أراد الخروج خرج ملبّياً بالحجّ و الدالّة على أنّه لو خرج
محلًاّ فإن رجع في شهره دخل محلًاّ و إن رجع في غير شهره دخل محرماً، و الأقوى عدم
حرمة [4] الخروج [5] و جوازه محلًاّ، حملًا للأخبار على الكراهة، كما عن ابن
[1] الگلپايگاني: لا وجه للتأمّل فيه، و الخبر واضحة
الدلالة مع عدم ظهور عامل به [2] الخوئي: لا يظهر منه ذلك، و الأحوط إن لم يكن
أقوى عدم جواز التبعيض؛ نعم، لا بأس بالتمتّع عن الامّ و الحجّ عن الأب و لا ذبح
فيه للنصّ و لا يتعدّى عن مورده [3] مكارم الشيرازي: لا دلالة للرواية، لأنّ قوله
عليه السلام: «المتعة له و الحجّ عن أبيه» لا يدلّ على ما أراده، بل الظاهر أنّ
المراد منه كون تفاوت ثواب التمتّع و غيره له و ثواب الحجّ لأبيه، مضافاً إلى عدم
ظهور القول به من أحد [4] الامام الخميني: الأحوط عدم الخروج بلا حاجة، و معها
يخرج محرماً بالحجّ على الأحوط و يرجع محرماً لأعمال الحجّ [5] الگلپايگاني: هذا
مع الحاجة؛ و أمّا مع عدم الحاجة فالأقوى الحرمة
الخوئي: بل لا يبعد الحرمة، و ما استدلّ به على الجواز لا يتمّ
مكارم الشيرازي: بل الأحوط ترك الخروج إلّا مع الضرورة، فحينئذٍ يخرج محرماً.
و العمدة في ذلك هي صحيحة الحلبي (7/ 22 من أقسام الحجّ) و فيها التعبير ب «ما
احبّ أن يخرج منها إلّا محرماً و لا يتجاوز الطائف، أنّها قريبة من مكّة» فإنّ
التعبير بقوله «لا احبّ» و قوله «أنّها قريبة من مكّة» قرينة على الكراهة و أنّ
الحكم إنّما هو للتحفّظ على الحجّ، لكن لا يبعد أن يكون منصرفاً إلى الحاجة و لو
لم تبلغ حدّ الضرورة، لأنّ السفر لا سيّما في تلك الأزمنة كان للحاجة غالباً، و
أمّا غير هذه الصحيحة فهي مؤيّدات للمقصود (راجع باب 22 من أبواب أقسام الحجّ) و
لكن مع ذلك لا يُترك الاحتياط بترك الخروج، لإطلاق الأخبار الناهية عن ذلك