و الملفت للنظر أكثر أنّه تعرض بشكل مفصّل إلى شروط هذا النوع من الخفين، و
مقدار المسح و مدته، (و المدّة المعتبرة في جواز ذلك) و مستحباته و مكروهاته، و
مبطلات المسح على الخفين و أحكام الخفين، و ما يلبس فوق الخفين، و نوعهما، و أنّه
هل يجب أن يكونا مصنوعين من الجلد، أو يكفي غير الجلد أيضاً، و حكم الخفين
المفتوحين و غير المفتوحين و ... الذي يأخذ حيزاً كبيراً من هذا الكتاب [1].
5. لما ذا لا نحمل روايات المسح على الحذاء على موارد الضرورة أو السفر أو
الحرب، أو في الموارد التي لا يمكن نزع الحذاء فيها، أو استلزام ذلك الحرج الشديد؟
و هذه الأسئلة لا جواب لها إلّا الأحكام المسبقة، و غير المدروسة المسببة
للفوضى في مسألة بسيطة.
كنت ذات يوم في مطار جدة و شاهدت أحد هؤلاء الإخوة عند ما أقبل للوضوء، فقام
بغسل رجليه بشكل جيد بدل المسح، و جاء آخر و غسل وجهه و يديه، ثمّ مسح بيده على
حذائه، و ذهب للصلاة. فأثار ذلك استغرابي و حيرتي، و قلت: هل يمكن لشخص حكيم مثل
النبي (صلى الله عليه و آله) أن يعطي مثل هذه الأوامر التي لا يمكن توجيهها؟
و بعد هذه الأسئلة من اللازم أن نأتي على ذكر الأدلة الرئيسية، و من خلال
استعراض هذه الأدلة نستكشف المنشأ الأساسي لهذه الفتوى، و كذلك الطريق العقلائي
للحل.