responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 19

فحزن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حزناً شديداً و بقي وحده في الساحة. وقد بانت شدة حزنه بهذين الفردين- والذين كان لكل منهما دوره في إنتشار الاسلام- حين سمى ذلك العام ب «عام الأحزان». ولكن لا يسلب اللَّه المصطفين من عباده نعمة الافاض عليهم مثلها، فقد خلّف كل منهما ولدا يواصل نهجهما. فكان علي بن أبي طالب عليه السلام كأبيه يقي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بنفسه، كان كذلك من انبثاق الدعوة، وهكذا سد الفراغ الذي تركه أباه بعد رحيله.

بينما خلّفت خديجة (فاطمة) فكانت البنت الحنونة الشجاعة والمضحية التي وقفت إلى جانب أبيها تشد أزره وتشاركه همه و غمه.

كان أميرالمؤمنين عليه السلام في التاسعة عشرة من عمره، بينما لم تكن فاطمة- على ضوء الروايات الصحيحة- قد جاوزت الخامسة من عمرها.

الجدير بالذكر انهما عاشا معاً في بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يؤنسانه ويخففان عنه ألم الوحدة. فقد كانت السنوات الثلاث الاخيرة التي سبقت الهجرة مملوءة بالاذى والمرارة والمعاناة بسبب الجهود المضنية التي كان يبذلها أعداء الدعوة من أجل القضاء على الاسلام والمسلمين. لقد نالت قريش من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من الاذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب حتى إعترضه سفيه من سفهاء قريش فنشر على رأسه التراب، فدخل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بيته والتراب على رأسه، فقامت إليه فاطمة عليها السلام فجعلت تمسح التراب عن رأسه وهي تبكي ورسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول لها: لا تبكي يا بنية، فان اللَّه مانع أباك. [1]

وروى ابن عبّاس: أن قريشاً اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللّات والعزى ومناة لو رأينا محمداً لقمنا مقامٍ رجل واحدٍ ولنقتلنّ، فدخلت‌


[1]- سيرة ابن هشام، ج 1، ص 416.

اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست