responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 20

فاطمة عليها السلام على النبي صلى الله عليه و آله باكيةً وحكت له مقالهم، فقال: يا بنية أدني وضوئي فتوضأ وخرج إلى المسجد، فلمّا رأوه قالوا: هاهو ذا و خفضت رؤوسهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم فلم يصل رجل منهم، فأخذ النبي صلى الله عليه و آله قبضةٍ من التراب فحصبهم بها و قال: شاهت الوجوه، فما أصاب رجلًا منهم إلّاقتل يوم بدر. [1]

وهذا يدل على أنَّ فاطمة عليها السلام لم تكن تخدم والدها في البيت فحسب، بل و تفكر بكيفية الدفاع عنه و نجاته في خارج البيت.

حيث روي أنها كانت الوحيدة في الدفاع عنه عليها السلام عندما رمى عليه أبوجهل روث البقر، و هو صلى الله عليه و آله يصلي وأصحابه عند الكعبة. فلم يجرؤ أحد على التدخل، لكنها خرجت و أسمعت أبا جهل ما روعه عن الاستمرار في السخرية من النبي صلى الله عليه و آله.

نعم ... حتى عند افتقار الجرأة في الشجعان من الرجال في الدفاع عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، نرى هذه البنت الشجاعة الصغيرة تسارع في الدفاع عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

بعد أن انقضت فصول معركة أحد و غادر جيش العدو ساحة الوغى‌، كان الرسول صلى الله عليه و آله لا يزال في ميدان أحدٍ وقد كسرت رباعيته و شج جبينه، وبينما هو كذلك إذا أقبلت فاطمة عليها السلام وهي صغيرة السن من المدينة إلى أحدٍ سيراً على الأقدام، لتقوم بغسل وجهه المبارك وإزالة الدم عن محياه الشريفة، لكن الجبين لم يزل ينزف.

عندها قامت بحرق قطعة من الحصير، ثم وضعت رماده، على مكان الجرح فانقطع النزيف، والأعجب من ذلك أنّها كانت تهي‌ء لأبيها السلاح‌


[1]- المناقب، ج 1 ص 71.

اسم الکتاب : الزهراء عليها السلام سيّد نساء العالمين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست