responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 302

و الذي يلفت النظر هو إنَّ القرآن يواجه هذه الافكار بمجموعة من الاستدلالات المختلفة التي تنفع الفرد العادي كما تنفع العالم المتبحر، كلًا على قدر مستواه العقلي.

و على الرغم من إنَّ شرح هذه الاستدلالات القرآنية يتطلب كتاباً منفصلًا، فإنَّنا نبادر الى ذكر بعض نماذجها:

1- يخاطبهم القرآن في بعض آياته قائلا: إنَّكم ترون بأم أعينكم مشاهد من المعاد في حياتكم اليومية، فترون كيف تموت الكائنات و كيف تعود الى الحياة، فكيف تشكون في المعاد بعد كل هذا؟

وَ اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى‌ بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ. [1]

اذا نظرنا في فصل الشتاء الى ملامح الطّبيعة فنرى أمارات الموت و علاماته تنتشر في كل مكان، فالاشجار عارية من أوراقها و ثمارها. و تقف خشبة جرداء جافة، فلا زهرة متفتحة، و لا برعم أخضر، و لا آثار للحياة تنبعث من جنبات الصحارى و سفوح الجبال.

ثمّ يحل الرّبيع، و يلطف الجو، و هطول المطر المحيي من السماء، فيبعث الروح و الحركة في النباتات و أزهارها الاشجار و تبرز البراعم و الزهو، و تبدأ الطيور تبني أعشائها بين الأغصان، و تتجسد صورة البعث العارم في كل شي‌ء!

فلولا الحياة بعد الموت ما كنا لنشهد هذا المشهد يتكرر كل عام. و لو كانت الحياة بعد الموت مستحيلة، و يعتبر الكلام حولها جنوناً، لما كان هذا يتجسد


[1] سورة فاطر، الآية 9.

اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست