responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 273

إنَّ السبب واضح، فالوجود معقود بالوجود و يألفه، و لا يمكن أنْ يتآلف الوجود و العدم يوماً، لذلك فمن الطبيعي أنْ نكون غرباء على العدم و نشعر بالخوف منه.

فاذا نحن قلنا بأنَّ الموت هو نهاية كل شي‌ء، و أنَّ بالموت يبلغ كل شي‌ء خاتمته، عندئذ يحق لنا أنْ نخشاه و أنَّ نهرب حتى من اسمه و مظهره، لأنَّ الموت يسلبنا كل شي‌ء.

أمّا إذا اعتبرنا الموت بداية حياة جديدة، حياة خالدة، و نراه نافذة تفتح لنا على العالم العظيم، عندئذ يكون من الطبيعي ألّا نخاف الموت، بل إنَّنا نهنئ الاطهار الذين يخطون نحوه بثبات مرفوعي الرأس!

2- الصحائف السوداء

إنَّنا نعرف أناساً لا يرون في الموت معنى الفناء و العدم، لأنَّهم لا ينكرون الحياة بعد الموت، و لكنهم مع ذلك يخافون الموت و ذلك لأنَّ صحائف أعمالهم قد اسودت الى درجة أنَّهم إنَّما يخافون العقوبات الأليمة التي يتوقعونها بعد الموت.

إنَّ لهؤلاء الحق في أنْ يخافوا الموت. إنَّهم أشبه بالمجرمين الخطرين الذين حُكم عليهم بالاعدام فهم يخافون الخروج من السّجن لتنفيذ الحكم عليهم، لأنَّهم يعلمون أنَّ خروجهم من السّجن يعني تعليقهم على خشبة الاعدام، فهم، لذلك، يودون البقاء خلف قضبان السّجن، لا لكرههم الحرية، إنَّما هم يكرهون الحرية التي تقودهم الى المشنقة.

اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست