responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 274

هكذا حال المسيئين، فهم يرون انعتاق أرواحهم من هذا السجن الضيق مقدمة لتحمل أنواع العذاب القاسي بسبب ما ارتكبوه من أعمال قبيحة و من ظلم و جور و فساد، و لذلك فهم يخافون الموت.

أمَّا الذين لا يرون في الموت‌ «فناء»، و لا يرون صحف أعمالهم سوداء، فما الذي يحملهم على الخوف من الموت؟

إنَّهم، بالطبع، يريدون هذه الحياة بكل شوق و يرغبون فيها، لكي يجعلونها في خدمة حياتهم الجديدة بعد الموت، و يعدوا أنفسهم لاستقبال الموت الذي يكون فيه رضا اللَّه، و هذا الهدف هو مدعاة يجعلونها في خدمة للافتخار و الاعتزاز.

نظرتان مختلفتان‌

قلنا إنَّ النّاس فريقان: فريق، و هم الأكثرية، يخافون الموت و يهربون منه.

و فريق آخر يستقبلون الموت، الذي يكون في سبيل هدف عظيم، كالشهادة في سبيل اللَّه، بقلوب رحبة، أو أنَّهم، على الأقل، إذا أحسوا بدنو الموت لا يداخلهم همّ و لا غمّ أبداً.

و السبب هو أنَّ كلًا منهما يختلفان في النظرة.

الفريق الاوّل: إمّا أنَّ يكونوا من الذين لا يؤمنون بوجود عالم بعد الموت، و إمّا أنَّهم لا يصدقون بوجوده كل التصديق، و لذلك ينظرون الى لحظة الموت و كأنَّها لحظة فراقهم لكل شي‌ء. إنَّ مفارقة كل شي‌ء و الخروج من النور الى الظلام المطلق أمر صعب اليم، كحال من يخرجونه من السجن ليقدموه‌

اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست