responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 145

الطبيعية و أنَّه مصاب ببعض الامراض النفسية، و إلّا فانَّ من المستحيل أنْ يقدم انسان مالك لقواه العقلية الكاملة على ذلك.

عند ما نحلل أمثال هذه الاعمال نلاحظ أنَّ قبح هذه الاعمال على درجة من الوضوح في أذهاننا بحيث لا يوجد عاقل يقوم بارتكابها.

و هنا نستطيع بجملة مختصرة أنْ نجسد هذه الحقيقة، فنقول: إنَّ كل عاقل سليم «مصون» من ارتكاب بعض الاعمال القبيحة. و بعبارة اخرى‌، أنَّه «معصوم» منها.

ثمّ نخطو خطوة اخرى‌ فنقول: هناك أشخاص معصومون من ارتكاب بعض الاعمال غير اللائقة التي لا يجد الناس العاديون حرجاً في ارتكابها.

فمثلًا، الطبيب العارف بأنواع الميكروبات لا يمكن أنْ يشرب من الماء الملوث الناتج عن غسل ملابس المرضى المصابين بمختلف الامراض الفتاكة، في الوقت الذي لا يجد شخص جاهل امّي مانعاً من شربه.

و بتحليل بسيط نستنتج أنَّه كلما كان وعي المرء بالنسبة لموضوع ما أعمق، كانت «عصمته» ازاء ما ينافي ذلك أكبر.

و الآن، بالاستمرار في هذه المعادلة، نقول: إذا كان «ايمان» شخص و «وعيه» و ثقته باللَّه و بقضائه العادل من العمق بحيث أنَّه يكاد يراها متجسدة أمام عينيه و شاخصة امامه، فانَّه يكون دون ريب مصوناً من ارتكاب أي ذنب، و يرى الاعمال القبيحة كما يرى‌ العاقل الخروج الى الشارع عارياً قبيحاً.

إنَّ المال الحرام في نظر هذا الشخص أشبه بالجمر الملتهب فكما إنَّنا لا نضعه في فمنا، فهو كذلك لا يضع المال الحرام في فمه.

اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست