responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 146

و نستنتج من كل هذا الكلام أنَّ الانبياء عليهم السلام- بما وهبهم اللَّه من علم و وعي و ايمان خارق للعادة- يستطيعون أنْ يخمدوا صوت كل دافع للعصيان بحيث أنَّ أقوى المغريات لارتكاب الآثام لا تستطيع أنْ تغلب عقولهم و تضعف ايمانهم. و هذا هو معنى قولنا أنَّ الانبياء عليهم السلام معصومون من كل إثم.

العصمة مدعاة للفخر

بعض الذين لا يدركون جيداً معنى العصمة و عواملها يعترضون قائلين: إذا كان اللَّه هو الذي يحول بين الشخص و ارتكاب الاثم و يزيل من كيانه عوامل ارتكاب الذنوب، فلا يكون هذا مدعاة لفخر هذا الشخص، إذ أنَّ عصمته من الاثم إجبارية، و الفضيلة الاجبارية لا تكون مفخرة لأحد.

إنَّ جواب هذا الاعتراض قد جاء في البحوث التي مرَّ ذكرها، إنَّ عصمة الانبياء من الاثم ليست اجبارية مطلقاً، بل هي وليدة ايمان الانبياء القوي الكامل و علمهم الذي لا يدانيه علم، و هذا مدعاة لاعظم الفخر!

فاذا قام الطّبيب بوقاية نفسه من الامراض السارية، فهل يدل هذا على أنه مجبر على ذلك؟ و إذا قام شخص بتطبيق مقررات الصحة بدقة تامة، أ فلا يدعو هذا الى اعتزازه و فخره؟

و إذا تجنب حقوقي ارتكاب جريمة ما لكونه يعرف العقوبات القاسية التي تحكم بها المحاكم، فهل يفقد بذلك فضله؟

و بناء على ذلك، فإنَّ معصومية الانبياء اختيارية، و هي مفخرة عظيمة من مفاخرهم.

اسم الکتاب : سلسله دروس في العقائد الاسلاميه المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست