لو افترضنا أنّ مرابياً يريد ضمّ مقدار من الحلوى أو كمية من القند أو علبة من
الكبريت إلى هذه المعاملات فيحصل نتيجة لذلك على فوائد بآلاف التومانات يومياً،
ويضطر الشخص المقترض للقبول بهذه التمثيلية فيشتري هذه المواد القليلة بالآلاف.
فهل لدى أي من الطرفين قصداً جدياً في هذه المعاملة؟ وهل من الصحيح أنّ علبة
الكبريت التي يبلغ ثمنها ريالين يشتريها المقترض بعشرة آلاف تومان؟ وهل حصل لحدّ
الآن أن قام شخص عاقل بمثل هذه المعاملة؟
هل يمكن التعامل بالأوراق النقدية التي هي بمثابة «ثمن»- أي دفع مال مقابل
بضاعة- في عرف الجميع عقلًا بعنوان «متاع»، فتقول مثلًا نبيع هذه العشرة آلاف
تومان بأحد عشر ألف تومان بعد شهر؟ فهل هذا بيع وشراء؟
هل هناك شخص في السوق قام ببيع أوراق نقدية بأخرى أكثر بشكل جدي لنكون ثاني
مَنْ قام بهذا العمل؟
أليس قصد هؤلاء في الحقيقة إعطاء قرض لمدّة شهر بفائدة قدرها ألف تومان؟
و إن هذا البيع والشراء ليس إلّاإضافة عبارة صورية وخاوية؟
و كيف يمكن اعتبار هذه التصويرات معاملات جدية مع هذا الوضع؟
وكيف يمكن شمولها بعموم آية: «وَ أوفوا
بالعقود»؟!
فالشخص الذي يبيع منزله بيعاً شرطياً فراراً من الربا، بينما لا يقصد هذا
العمل في الواقع ولا بنسبة واحد من عشرد آلاف، بل إنّه يرتعد لمجرّد كلمة البيع
والشراء في هذا الأمر، فأين القصد الجدّي في هذه المعاملة غير الحالة