responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فقهية هامة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 467

و حاصله أن ميراث الأنبياء هو العلم، و العلماء الآخذون بعلم الأنبياء وارثون لهم. فهو أخبار عن قضية خارجية تكوينية لا قضية إنشائية تشريعية كما يظهر بمراجعة أمثاله، التي ورد في هذا المعنى، و ليس المراد منه نفي وراثتهم للمال، كما يظهر من الحديث المجعول في أمر غصب فدك، بل المراد أن العمدة في ميراثهم هي العلم و لا منافاة بينه و بين توريثهم أموالًا يسيرة أحياناً، كما يظهر من سياق الحديث، و هو كونه في مقام بيان أمر خارجي تكويني لا تشريعي.

9- حديث «اللّهم ارحم خلفائي»

روى الصدوق في الفقيه عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله)

اللّهم ارحم خلفائي، قيل يا رسول الله! و من خلفاؤك؟ قال الذين يأتون من بعدي يروون حديثي و سنتي.

و في بعض طرق الحديث زاد: ثمّ يعلمونها [1].

و بعض طرق الحديث مرسلة و بعضها مسندة، و للحديث أسناد مختلفة مروية في كتب متعدّدة، و قد يقال أن كثرة أسانيدها توجب الاطمئنان بصدورها، و لا سيّما إنها مروية من طرق الفريقين، و قد رواه في كنز العمال مع تفاوت يسير، قال رسول الله (صلى الله عليه و آله)

رحمة الله على خلفائي، قيل و من خلفاؤك يا رسول الله (صلى الله عليه و آله)؟ قال الذين يحيون سنتي و يعلمونها الناس‌

[2].

هذا و لكن الكلام في مفاد الرواية، فقد يقال: إن إطلاق الخلافة فيها يشمل جميع مناصب النبي (صلى الله عليه و آله) و قد كان له منصب تبليغ آيات الله، و القضاء، و الولاية فهذه الشئون الثلاثة تكون للعلماء من بعده، بل قد يقال بظهورها في الأخير، فإن الخلافة


[1] الوسائل: ج 18 ب 8 من أبواب صفات القاضي ح 50.

[2] كنز العمال: ج 1 ص 229.

اسم الکتاب : بحوث فقهية هامة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 467
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست