responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فقهية هامة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 280

الأساسية كالطعام و المسكن، فأصبح الكثير منهم- لا سيّما في الهند- يعيشون على حافات الطرق مع فقر شديد، يولدون و يموتون فيها، فهل تعدّ مثل هذه الكثرة دليلًا على القوّة و القدرة أم هي من أسباب الضعف و الوهن و الهلاك؟

و لعلّك تقول إنّهم قصّروا في تحصيل ما يجب عليهم من وسائل و إمكانيّات الحياة، فلو لا تقصيرهم لكانوا جماعة عظيمة قويّة غنيّة من جميع الجهات.

و لكن سيأتي- إن شاء الله تعالى- أنّ ذلك مجرّد فرض لا يوافق الواقعيّات، و أنّ المحاسبات الدقيقة تشهد بأنّ كثرة المواليد لو لم تكن تحت ضابطة لتفاقمت و تحوّلت إلى مشكلة تعيق سائر الخطط و المشاريع الحيوية.

[محدودية الموارد الطبيعية]

3- لا شكّ في أنّ نِعم الله تعالى عنده في خزائنه، و لكن ينزّلها بقدر معلوم؛ و لذا نرى أنّ الإمكانيات الطبيعية الموجودة على وجه الأرض برّها و بحرها تشكّل مقداراً معيّناً يمكن إحصاؤها وفق المحاسبات الدقيقة. فالمساكن و المياه القابلة للري و الشرب و مصادر الحرارة و الأراضي القابلة للزراعة و المعادن و غيرها، ليست على نحو لا تنفد أبداً؛ فلا بدّ من تدبير الأمور بنحو لا يوجب العسر و الحرج، مع العلم بأنّ النفوس إذا ازدادت بشكل غير طبيعي لم يبق مجال لحياة هادئة و عيشة راضية.

و بعبارة أخرى: أنّ الله تعالى جعل في الإنسان العقل و الدراية و لازمه التدبير في الأمور، فلو رأى أنّه إذا بذل غاية مجهوده لم يقدر على تربية أكثر من ولدين مثلًا من حيث تأمين الأحاجات المادية و المعنوية، لزم عليه الأخذ بما هو الموافق لقدرته و وسعه في ذلك.

إن قلت: إنّ الفقر و الجهل و أمثالهما لا ينشأ من ازدياد النفوس، بل ينشأ من عدم تنفيذ العدالة الاجتماعية، و من تفشّي الظلم و الفساد في المجتمعات، و سياسةً الدول الاستعمارية و غير ذلك. فلو عمل الناس بما يجب عليهم من التكاليف الإلهيّة من العدالة و شبهها، لم يبق فقير محتاج مهما ازدادت النفوس.

اسم الکتاب : بحوث فقهية هامة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست