responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فقهية هامة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 279

الأدوات الحربية و الأسلحة كانت بصورة بدائية و بسيطة لا تحتاج إلى علم خاصّ؛ و كذلك الأمر بالنسبة للزراعة و بناء الأبنية و ما شابه ذلك من مرافق الحياة. و لكن في زماننا أصبحت هذه الأمور أكثر تعقيداً حيث تحتاج إلى علوم مختلفة، فالتقدّم و الغلبة سواء في الحروب أو في شئون و مجالات الأخرى للحياة إنّما يحصل بوجود كوادر علمية متخصّصة بفنون الأسلحة الحديثة و الصناعات البديعة و الآلات المستحدثة. فالمطلوب الكثرة من الناحية الكيفية و إن كانوا قلّة من جهة العدد و الكم، فكم من فئة قليلة من العلماء و المتخصّصين بهذه الفنون في عصرنا غلبت فئة كثيرة جاهلة ضعيفة. نعم، للإيمان بالله و اليقين و الصبر دوره الخاصّ الذي لا ينكر.

و لذا نرى بعض الدول الغاصبة قد استولت على كثير من بلاد المسلمين بالرغم من قلّة عدد نفوسها- بالنسبة للمسلمين- و ذلك لتقدّمهم من الجهات المذكورة.

ففي الواقع انقلب موضوع الحكم و تغيّر، و تبدّل الموضوع سبب لتبدّل الحكم. فالأوْلى أن يقال إنّ الكثرة مطلوبة في عصرنا أيضاً، و لكن بشرط اقترانها بالعلم و الخبرة في سائر ميادين الحياة، لا الكثرة بمجرّد العدد.

و ممّا يدلّ على أنّ الكثرة العددية كانت مطلوبة في فروض خاصّة هو تركيز الكلام في غير واحدة من الآيات على البنين دون البنات، فقال تعالى في قصة نوح‌ (وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ) [1] و قال تعالى في قصّة هود (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَ بَنِينَ) [2].

[العجز عن توفير الحدّ الأدنى من متطلّبات الحياة عند تزايد السكان‌]

2- ما نشاهده في بعض البلدان، مثل الهند و الصين من تزايد النفوس بشكل هائل بحيث عجزت حكوماتهم عن توفير الحدّ الأدنى من متطلّبات الحياة


[1] نوح: 12.

[2] الشعراء: 133.

اسم الکتاب : بحوث فقهية هامة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست