responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فقهية هامة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 281

و يشهد الخبراء أنّ بلدنا- مثلًا- قادر على التحكّم بمياه الأمطار و الأنهار و الانتفاع بها في الزراعة و التنمية بإحداث القناطر و السدود و.، و أنّ الأراضي الصالحة للزراعة و القابلة للتنمية أكثر بكثير من التي ينتفع بها الآن، و كذلك الحال بالنسبة للمعادن و غيرها.

فلو بذلنا غاية الجهد و انتفعنا بجميع ما خلق الله لنا من النعم الوافرة، لأمكن العيش لجموع كبيرة حتّى لو بلغت أضعاف العدد الموجود.

قلت: نعم، الأمر كذلك في الجملة، و لكن هنا أمران لا بدّ من ملاحظتهما في هذا البحث الخطير جدّاً.

أحدهما: أن البحث الذهني الكلّي غير مفيد في هذه المباحث، بل لا بدّ من الرجوع إلى الأعداد و الأرقام، و محاسبتها لمعرفة عدد السكان مثلًا بعد عشرين سنة أو خمسين سنة، مع فرض ازدياد النفوس على النحو الموجود، ثمّ محاسبة الأرقام فيما يخصّ الأراضي و المياه و غيرها. و مجرّد القول بأنّ هذا يكفي مع ازدياد النفوس مهما كان أمر وهمي. فهو أشبه شي‌ء بما إذا كانت لشخص كميّة كبيرة من المواد الغذائية في مخازن بيته، فقال لأصدقائه ادعوا كلّ من مررتم به إلى بيتي، من دون حساب عدد الضيوف المدعوّين، و كمّية المواد الغذائية الموجودة عنده.

ثمّ إنّ الخبراء يصرّحون بأنّ النفوس لو تزايدت بهذا النحو الموجود، لم تكفهم المياه الموجودة، و كذا الأراضي مهما كانت.

ثانيهما: أنّ إحياء هذه الأراضي مثلًا و السيطرة على موارد المياه الموجودة لا يمكن أن ينجز في يوم و ليلة، بل يحتاج إلى زمن طويل مثلًا في عشرين سنة أو خمسين أو أكثر، و عمدة المشاكل إنّما هي طول هذه الفترة، و أنّه لو لم نأخذ بما يمنع من الزيادة السكانية في هذه المدّة لبلغ العدد إلى حدٍّ يستحيل معه الوصول إلى تلك الغاية قطعاً.

اسم الکتاب : بحوث فقهية هامة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست