من هذه الأرض؟ فتبسم، ثم قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى بعث جبرئيل عليه
السّلام و أمره إن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض، منها سيحان و جيحان و هو
نهر بلخ و الخنثوع، و هو نهر الشاش، و مهران و هو نهر الهند، و نيل مصر، و دجلة، و
الفرات فما سقت أو استقت فهو لنا» [1].
و هو يدل على ملكية جميع الأراضي لهم، و لكن قوله فما سقت أو استقت الذي
بمنزلة التعليل و النتيجة غير واضح المعنى، فان قوله «فما سقت» إشارة إلى الأرض
التي سقتها هذه الأنهار، و ما استقت لعله إشارة إلى البحار التي تسقى هذه الأنهار
منها، و لكن مجرّد هذا أعني ملكية هذه المياه ليست دليلا على مالكية الأراضي و
البحار، نعم هو سبب لأجرة المثل للمياه فقط.
الطائفة الثالثة: ما دلّ على أنّ الدنيا كلها لهم، و هي عدة روايات:
منها: ما رواه محمد بن الريان عن العسكري عليه السّلام قال: «جعلت فداك روى
لنا أن أن ليس لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من الدنيا إلّا الخمس، فجاء
الجواب: إنّ الدنيا و ما عليها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله» [2].
و هو أيضا ضعيف سندا و لكن دلالته من أوضح الدلالات على ملكية جميع الدنيا
لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و الظاهر ملكية الأئمّة عليهم السّلام أيضا من
بعده صلّى اللّه عليه و آله لاتحاد الملاك.
و منها: ما رواه عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال: «قال رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله خلق اللّه آدم و أقطعه الدنيا قطيعة، فما كان لآدم
عليه السّلام فلرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ما كان لرسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله فهو للأئمّة من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله» [3] و هو أيضا ضعيف سندا و لكن دلالته واضحة.
و منها: ما رواه محمد بن عبد اللّه عمن رواه قال: «الدنيا و ما فيها للّه
تبارك و تعالى و لرسوله و لنا، فمن غلب على شيء منها فليتق اللّه، و ليؤد حق
اللّه تبارك و تعالى، و ليبر اخوانه، فان لم يفعل ذلك فاللّه و رسوله و نحن برآء
منه» [4].
[1]. الاصول من الكافي، ج 71، باب أنّ
الأرض كلها للإمام، ص 409، ح 5.