للأصول و فروع الدين و منها بيان علل جعل اولي الأمر، و قد ذكر عليه السّلام
له عللا ثلاثة:
«أولها»: لزوم إجراء الحدود، و أنّه
لو لا ذلك ظهر الفساد في الامة، و لا يكون ذلك إلّا بنصب ولاة الأمر.
و «ثانيها» ما نصه: «أنا لا نجد فرقة من الفرق، و لا ملّة من الملل بقوا و
عاشوا إلّا بضم رئيس».
و ذكر في «الثالث» حكمة حفظ أحكام الشرع عن الاندراس، و المنع عن تغيير السنة
و زيادة أهل البدع [1].
و يظهر من «الوسائل» من أبواب مختلفة، أنّه رواها عن الرضا عليه السّلام، و
لكن ليس في البحار إلّا روايته عن الفضل بن شاذان من دون انتهائه إلى الإمام عليه
السّلام، و لكن من البعيد جدّا رواية مثل هذه الرواية، من غير المعصوم عليه
السّلام فراجع [2].
هذا مضافا إلى ما حكاه في عيون اخبار الرضا عليه السّلام فانّه بعد نقل تمام
الحديث قال:
«سأله على بن محمد بن قتيبة الراوي عن
الفضل إنّ هذه العلل عن استنباط منه و استخراج؟
قال: ما كنت لأعلم مراد اللّه عز و جل من ذات نفسي، بل سمعتها من مولاي أبي
الحسن الرضا عليه السّلام شيئا بعد شيء فجمعتها» [3].
و العلل المذكورة لا تختص بالامام المعصوم عليه السّلام بل يقوم بها الفقيه
أيضا ما عدا الأخير على وجه.
3- ما رواه النعماني في تفسيره عن علي عليه السّلام بعد ذكر آيات من كتاب
اللّه «و في هذا أوضح دليل على أنّه لا بدّ للامة من إمام يقوم بأمرهم، فيأمرهم و
ينهاهم و يقيم فيهم الحدود، و يجاهد العدو، و يقسم الغنائم، و يفرض الفرائض، و
يعرفهم أبواب ما فيه صلاحهم، و يحذرهم ما فيه مضارهم، إذ كان الأمر النهي أحد
أسباب بقاء الخلق، و إلّا سقطت الرغبة و الرهبة و لو يرتدع، و لفسد التدبير، و كان
ذلك سببا لهلاك العباد» [4].