responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 6

و الفطري أو التهديد و الترغيب، لذا فإنّ كلمة «صرّفنا» تناسب هذا التنوّع في هذا المقام.

القرآن الكريم يريد أن يقول: إنّنا سلكنا مختلف الطرق، و فتحنا مختلف الأبواب من أجل أن ننير قلوب هؤلاء العميان بضياء التوحيد، و لكن مجموعة من هؤلاء وصل بهم التعصب و العناد و اللجاجة إلى درجة أنّ كل هذه الوسائل لم تؤثر في جذبهم إلى الحقيقة، بل إنّها زادت في ابتعادهم و نفورهم.

و هنا قد يطرح هذا السؤال: إذا ما الفائدة من ذكر كلّ ذلك، إذا كانت النتائج.

معكوسة؟

إنّ جواب هذا السؤال واضح، إذ أنّ القرآن لم ينزل لفرد أو لمجموعة خاصّة، و لكنّه للمجتمع كافّة، و طبيعي أن جميع الناس ليسوا على منوال المعاندين، إذ هناك الكثير ممن يتبع طريق الحق إذا استبانت له أدلته من هذا النوع من الأدلّة القرآنية، بالرغم من أنّها تؤدي بمجموعة أخرى من فاقدي بصيرة القلب إلى المزيد من العناد.

إضافة إلى أنّ وجود هؤلاء المعاندين مفيد للمجموعة الأخرى التي تقبل الحق و تنصاع إليه، إذ يستبيّن من ينصاع للحق طريقة من خلال النظر إلى سلوك المعاندين إذ أنّ تقابل الظّلمة و النّور يوضح قيمة النور أكثر (الأشياء تعرف بأضدادها) كما أن تعلم الأخلاق و الآداب يمكن أن يتمّ- أحيانا- بتوسط عديمي الأدب و الخلق.

و هذا في الواقع درس مفيد في القضايا التربوية و التبليغية، إذ يمكن أن نستفيد من هذه الآية ضرورة سلوك طرق مختلفة و وسائل متعدّدة لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة، حيث أنّ الاقتصار على طريق واحد يخالف التنوع الكبير في أذواق الناس و مؤهلاتهم، و بالتالي يجافي الطريق الصحيح الذي ينبغي أن يتّبع.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست