responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 59

و الخلاصة، أنّنا لا نجد من الناس بصورة عامّة من لا يلجأ إلى اللّه و لا يخضع له عند ما تضغطه المشاكل الحادّة و الصعبة، و لكن ينبغي أن نعرف أن الوعي و ذكر اللّه تعالى في مثل هذه الظروف في مثل هذه و الذي نستطيع أن نصفه بالوعي الإجباري، هو وعي عديم الفائدة.

إنّ المؤمنين و المسلمين الحقيقيين، يذكرون اللّه في الراحة و البلاء و السلامة و المرض و الفقر و الغنى، في السجن و على كرسي الحكم، و في أي وضع كان. إنّ تغيير الأوضاع و تبدّل الحالات لا يغيّر هؤلاء. إنّ أرواحهم كبيرة بحيث تستوعب كل هذه الأمور، مثلهم في ذلك علي بن أبي طالب عليه السّلام، حيث كانت عبادته و زهده و متابعته لأمور الفقراء لا تختلف عند وجوده في السلطة، أو عند ما كان جليس بيته.

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام- يقول في وصف المتقين: «نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرخاء» [1].

و خلاصة القول: إنّ الإيمان و الارتباط باللّه و عبادته و التوسل به و التوبة إليه و التسليم له سبحانه و تعالى، كل هذه الأمور تكون مهمّة و ثمينة و ذات أثر عند ما تكون دائمية و ثابتة، أمّا الإيمان الموسمي و التوبة و العبادات الموسمية، و التي تفرضها حالات خاصّة يمرّ بها الإنسان و يبغي من خلالها جلب بعض المنافع له، فليس لها أثر و لا قيمة. و الآيات القرآنية توبخ أمثال هؤلاء الأشخاص دائما.

2- لا يمكن الهروب من حكومة اللّه‌

البعض يتوجه إلى اللّه (مثل عبدة الأصنام في الجاهلية) عند ما يكون في وسط البحر أو عند ما يكون على هاوية السقوط و الخطر أو في حال مرض‌


[1] نهج البلاغة، الخطبة رقم 193.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست