responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 557

عن رأسها كل الأفكار السيئة.

و نقرأ

في حديث عن الإمام الباقر عليه السّلام في هذا الباب: «فلمّا وضعت أم موسى موسى نظرت إليه و حزنت عليه و اغتمت و بكت و قالت: تذبح الساعة، فعطف اللّه الموكلة بها عليه، فقالت لأم موسى: مالك قد اصفر لونك؟ فقالت: أخاف أن يذبح ولدي، فقالت: لا تخافي و كان موسى لا يراه أحد إلا أحبه» [1]،

و كان درع المحبة هذا هو الذي حفظه تماما في بلاط فرعون.

و تقول الآية في النهاية: وَ لِتُصْنَعَ عَلى‌ عَيْنِي‌ فلا شك في أنّه لا تخفى ذرة عن علم اللّه في السماء و لا في الأرض، و كل شي‌ء حاضر بين يديه، إلّا أنّ هذا التعبير إشارة إلى العناية الخاصّة التي أولاها اللّه سبحانه لموسى و تربيته.

و بالرغم من أنّ بعض المفسّرين اعتقد أنّ جملة وَ لِتُصْنَعَ عَلى‌ عَيْنِي‌ مقصورة على مرحلة رضاعة موسى و أمثالها، إلّا أنّ من المعلوم أن لهذه الجملة معنى واسعا، تدخل فيه كل أنواع التربية و العناية، و صنع موسى عليه السّلام من أجل حمل راية الرسالة مع عناية اللّه الخاصّة.

و يستفاد بوضوح من القرائن الموجودة في هذه الآيات، و الآيات المشابهة لها في القرآن، و ممّا جاء في الرّوايات و التواريخ، أنّ أمّ موسى عليه السّلام قد ألقت الصندوق الذي كان فيه موسى و هي في حالة من الخوف و القلق، و حملته أمواج النيل، و أخذ قلب أم موسى يخفق من مشاهدة هذا المنظر، إلّا أنّ اللّه قد ألهم قلبها أن لا يدع للهم و الحزن إليه طريقا، فهو سبحانه سيعيده إليها في النهاية سالما.

و كان قصر فرعون قد بني على جانب شط النيل، و يحتمل أن فرعا من هذا النهر العظيم كان يمر داخل قصره، فحملت أمواج المياه الصندوق إلى ذلك الفرع الصغير، و بينما كان فرعون و زوجته على حافة الماء ينظرون إلى الأمواج، و إذا بهذا الصندوق الغريب يلفت انتباههما، فأمر جنوده أن يخرجوا الصندوق من‌


[1]- نور الثقلين، ج 3، ص 378.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 557
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست