responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 558

الماء، فلمّا فتحوا الصندوق شاهدوا بكامل العجب مولودا جميلا فيه، و هو شي‌ء لم يكن بالحسبان.

و هنا تنبه فرعون إلى أن هذا الوليد ينبغي أن يكون من بني إسرائيل، و إنما لاقى هذا المصير خوفا من جلاوزته، فأمر بقتله، إلّا أنّ زوجته- التي كانت عقيما- تعلقت جدّا بالطفل، فقد نفذ النور الذي كان ينبعث من عيني الطفل إلى زوايا قلبها، و جذبها إليه، فضربت على يد فرعون و طلبت منه أن يصرف النظر عن قتله، و عبرت عن هذا الطفل بأنّه‌ قُرَّتُ عَيْنٍ‌، بل و تمادت في طلبها، فطلبت منه أن يتخذاه ولدا ليكون مبعث أمل لهما، و يكبر في أحضانهما، و أصرّت على طلبها حتى أصابت سهامها، و حققت ما تصبو إليه.

غير أن الطفل جاع، و أراد لبنا، فأخذ يبكي و يذرف الدموع، فرق قلب امرأة فرعون لهذه الدموع و البكاء و اهتز، و لا محيص من أن يبحث الخدم عن مرضعة له، إلّا أنّهم كلما جاؤوه بمرضعة لم يقبل ثديها، لأن اللّه سبحانه كان قد قدر أن يعيده إلى أمّه، فهب المأمورون للبحث من جديد، و كانوا يطرقون الأبواب بحثا عن مرضع جديدة.

و الآن نقرأ بقية القصة على ضوء الآيات الشريفة:

نعم يا موسى، فإنّا كنّا قدرنا أن تتربى بأعيننا و علمنا إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ‌ بأمر أمك لتراقب مصيرك، فرأت جنود فرعون: فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى‌ مَنْ يَكْفُلُهُ‌ و ربّما أضافت بأن هذه المرأة لها لبن نظيف، و أنا مطمئنة بأن هذا الرضيع سيقبلها.

فاستبشر الجنود على أمل أن يجدوا ضالتهم عن هذا الطريق، فذهبوا معها، فأطلعت أخت موسى- و التي كانت تظهر نفسها بمظهر الشخص الغريب و المجهول- أمّها على الأمر، فجاءت أمّه إلى بلاط فرعون، من دون أن تفقد سيطرتها على أعصابها، بالرغم من أن أمواجا من الحب و الأمل كانت قد أحاطت بكل قلبها، و احتضنت الطفل، فلمّا شم الطفل رائحة أمّه، و كانت رائحة

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 558
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست