responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 527

أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها [1].

من البديهي أنّ اللّه سبحانه ليس له عرش، و لا محكومة كحكام البشر، بل المراد من عرش اللّه كل عالم الوجود الذي يعتبر عرشه، و بناء على هذا فإنّ قوله تعالى: اسْتَوى‌ عَلَى الْعَرْشِ‌ كناية عن تسلط اللّه، و إحاطته الكاملة بعالم الوجود، و نفوذ أمره و تدبيره في جميع أنحاء العالم.

و أساسا فإنّ كلمة «عرش» في لغة العرب، كناية عن القدرة غالبا، فنقول مثلا: إن فلانا قد أنزلوه من العرش، أو أزاحوه عنه، فهذا يعني أنّهم قد أنهوا حكمه و قدرته، أو نقول: ثل عرشه.

و على كل حال، فإنّ من السخف أن يتوهم الإنسان من هذا التعبير جسمية اللّه سبحانه.

ثمّ تتحدث عن مالكية اللّه بعد حاكميته فتقول: لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى‌.

الثرى» في الأصل بمعنى التراب الرطب، و لما كانت قشرة الأرض- فقط- هي التي تجف نتيجة لأشعة الشمس و هبوب الرياح، و تبقى الطبقة السفلى- غالبا- رطبة، فإنّه يقال لهذه الطبقة: ثرى، و على هذا فإن‌ وَ ما تَحْتَ الثَّرى‌ تعني أعماق الأرض و جوفها، و كلها مملوكة لمالك الملك و خالق عالم الوجود.

إلى هنا بينت ثلاثة أركان من أركان صفات اللّه: الركن الأوّل: «خالقيته»، و الثّاني: «حاكميته»، و الثّالث: «مالكيته».

و أشارت الآية التالية إلى الرّكن الرّابع، أي: «العالمية»، فقالت: «وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى‌. و هناك نقاش و بحث بين المفسّرين في المراد من «أخفى» هنا:

فذهب بعضهم إلى أنّ السر هو أن يتحدث إنسان مع آخر بصورة خفية،


[1]- النمل، 38.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 527
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست