responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 526

لا نقول: إنّ الإنسان كان يعلم كل العلوم من قبل و زالت من ذاكرته، و إن أثر التعليم في هذا العالم هو التذكير فحسب- كما ينقلون ذلك عن أفلاطون- بل نقول: إنّ مادتها الأصلية قد أخفيت في طينة الآدمي (دققوا ذلك).

إنّ تعبير «من يخشى» يبيّن أن نوعا من الإحساس بالمسؤولية، و الذي سمّاه القرآن بالخشية، إذا لم يكن موجودا في الإنسان، فسوف لا يقبل الحقائق، لأنّ قابلية القابل شرط في حمل و نمو كل بذرة و حبة. و هذا التعبير في الحقيقة شبيه بما نقرؤه في أوّل سورة البقرة: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‌.

ثمّ تتطرق الآيات إلى التعريف باللّه تعالى المنزل للقرآن، لتتضح عظمة القرآن من خلال معرفته، فتقول: تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّماواتِ الْعُلى‌ [1].

إنّ هذا التعبير في الحقيقة إشارة إلى ابتداء و انتهاء نزول القرآن، انتهاؤه إلى الأرض و ابتداؤه من السماوات، و إذا لم تصف هنا كلمة «و ما بينهما»- كما في بعض الآيات الأخرى من القرآن- فربّما كان لهذا السبب، و هو أنّ الهدف كان بيان الابتداء و الانتهاء.

على كل حال، فإنّ من المعلوم أنّ اللّه الذي عمت قدرته و تدبيره و حكمته كل أرجاء الأرض السماء، إذا أنزل كتابا، فكم سيكون غني المحتوى، و جنيّ الثمر؟! ثمّ تستمر في تعريف اللّه المنزل للقرآن فتقول: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‌ و كما قلنا سابقا في تفسير الآية: ثُمَّ اسْتَوى‌ عَلَى الْعَرْشِ‌ [2]، فإنّ كلمة عرش تقال للشي‌ء الذي له سقف، و أحيانا تطلق على نفس السقف، أو على الأسرة المرتفعة القوائم كأسرة و كراسي السلاطين، و في قصة سليمان نقرأ:


[1]- هناك بحث بين المفسّرين في محل (تنزيلا) من الإعراب، غير أن الأصح أنّها مفعول مطلق لفعل مجهول محذوف، و كان التقدير: نزل تنزيلا ممن خلق الأرض.

[2]- الأعراف، 54.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 526
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست