فإنّه لا يناسب و لا يوافق المتون الأصلية لكتبهم الاعتقادية بأي وجه من الوجوه.
و لا ينحصر هذا الأمر في كون المسيح عليه السّلام أبنا، فإنّهم فيما يتعلق
بمسألة التثليث التي تعني الأرباب الثلاثة (هي جزء من الإعتقادات الأساسية لهم) و
لما كان المسلمون يتنفرون من هذا الكلام الممتزج بالشرك، غيرّوا نبرتهم في الأوساط
الإسلامية، و وجهوا كلامهم بأنّه نوع من التشبيه و المجاز. و من أجل زيادة التوضيح
راجع قاموس الكتاب المقدس في شأن المسيح و الأقانيم الثلاثة.
2- كيف تفنى السماوات و تتلاشى؟
ما قرأناه في الآية: تَكادُ السَّماواتُ
يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا إمّا أن يكون إشارة إلى أن مجموعة عالم الوجود- على أساس
مفاهيم القرآن المجيد- تمتلك نوعا من الحياة و الإدراك و الشعور، و الآيات، كالآية
(74) من سورة البقرة: وَ إِنَّ مِنْها لَما
يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، و الآية (21)
من سورة الحشر: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى
جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ شاهدة على ذلك، فيكون المراد أنّ هذه النسبة غير الصحيحة
إلى الساحة الإلهية المقدسة، قد أرعبت و أقلقت كل العالم.
أو أن يكون كناية عن شدة قبح هذا القول، و نظائر هذه الكناية ليست قليلة في
لسان العرب، و سنبحث- إن شاء اللّه تعالى- عن ذلك في ذيل الآيات المناسبة.