responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 509

هذه المعاني بعيدة عن ذاته المقدسة. و لذلك قالت الآية الأخرى: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً، فمع أن كل العباد مطيعون له، و قد وضعوا أرواحهم و قلوبهم على الأكف طاعة لأمره، فهو غير محتاج لطاعتهم، بل هم المحتاجون.

ثمّ تقول الآية التالية: لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَ عَدَّهُمْ عَدًّا أي لا تتصور بأنّ محاسبة كل هؤلاء العباد غير ممكن، و عسير عليه سبحانه، فإنّ علمه واسع إلى الحد الذي ليس يحصي عدد هؤلاء و حسب، بل إنّه عالم و مطلع على كل خصوصياتهم، فلا هم يستطيعون الفرار من حكومته، و لا يخفى عليه شي‌ء من أعمالهم.

وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً و بناء على هذا فإنّ المسيح و عزير و الملائكة و كل البشر يشملهم حكمه و لا يستثنى منه أحد، و مع هذه الحال فما أقبح أن نعتقد و نقول بوجود ولد له، و كم ننقص من قدر ذاته المقدسة و ننزلها من أوج العظمة و قمتها، و ننكر صفاته الجلالية و الجمالية حينما ندعي أن له ولدا [1]

ملاحظتان‌

1- إلى الآن يظنون أنّه ابن اللّه!

إنّ ما قرأناه في الآيات السابقة ينفي الولد عن اللّه بكل جزم و قطع، و إنّ هذه الآيات مرتبطة بزمان مرّ عليه أربعة عشر قرنا، في حين أنّنا لا نزال نرى اليوم كثيرا من المسيحيين- و نحن في عصر العلم- يعتقدون أنّ المسيح ابن اللّه، لا نبوة مجازية، بل هو الابن الحقيقي! و إذا ما ذكر في بعض الكتابات التي لها صفة التبشير، و كتبت بصورة خاصّة للأوساط الإسلامية، إن هذا الابن ابن مجازي،


[1]- بحثنا حول نفي الولد عن اللّه في الجزء الأوّل ذيل الآية (116) من سورة البقرة، ذيل الآية (68) من سورة يونس.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 509
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست