responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 394

الصحيحة، و عند ما نفقد الإخلاص يكون العمل ذا جنبة ظاهرية حيث يشير إلى المنافع الخاصّة، و يفقد عمقه و أصالته و وجهته الصحيحة.

في الحقيقة إنّ العمل الصالح الذي ينبع من أهداف إلهية، و يمتزج بالإخلاص و يتفاعل معه، هو الذي يكون جوازا للقاء اللّه تبارك و تعالى.

و قد أشرنا سابقا إلى أنّ العمل الصالح له مفهوم واسع للغاية، و هو يشمل أي برنامج مفيد و بنّاء، فردي و اجتماعي، و في أي قضية من قضايا الحياة.

الإخلاص أو روح العمل الصالح:

أعطت الرّوايات الإسلامية مكانة خاصّة لقضية «النية»، و الإسلام في العادة يقر بقبول الأعمال بملاحظة النية و الهدف من العمل.

الحديث المشهور

عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لا عمل إلّا بنية»

بيان واضح لهذه الحقيقة.

و بعد (النية) هناك (الإخلاص)، فلو اقترن العمل بالإخلاص فسيكون عملا ثمينا للغاية، و بدون الإخلاص هو لا قيمة له. و الإخلاص هو أن تكون الدوافع الإنسانية خالية من أي نوع من أنواع الشوائب، و يمكن أن نسمّي الإخلاص ب «توحيد النية» يعني التفكير باللّه و برضاه في جميع الأمور و الحالات.

و الطريف في الأمر هنا هو ما

ورد في سبب نزول هذه الآية من أنّ رجلا جاء إلى النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: إنّي أتصدق و أصل الرحم، و لا أصنع ذلك إلّا للّه، فيذكر ذلك منّي، و أحمد عليه فيسرّني ذلك، و أعجب به. فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و لم يقل شيئا، فنزلت الآية: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [1].

إنّ المقصود من هذه الرّواية ليس الفرح أو السرور اللاإرادي، بل هي الحالة


[1]- مجمع البيان في تفسير الآية. و كذلك تفسير القرطبي.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست