responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 352

ستجزى بالحسنى و ستعيش حياة آمنة و مطمئنة. أمّا الثّانية: فستتخذ موقفا عدائيا من دعوة ذي القرنين و تقف في الجبهة المناوئة، و تستمر في شركها و ظلمها، و تواصل فسادها. و هي لذلك ستعاقب نتيجة موقفها هذا أشدّ العقاب.

و بمقارنة قوله: مَنْ ظَلَمَ‌ و قوله: مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً يتبيّن لنا أنّ الظلم يعني هنا الشرك و العمل غير الصالح الذي يعدّ من ثمار شجرة الشرك المشؤومة.

و عند ما انتهى «ذو القرنين» من سفره إلى الغرب توجه إلى الشرق حيث يقول القرآن في ذلك: ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً أي استخدم الوسائل و الإمكانات التي كانت بحوزته.

حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ‌. و هنا رأى أنّها: وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى‌ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً. و في اللفظ كناية عن أنّ حياة هؤلاء الناس بدائية جدّا، و لا يملكون سوى القليل من الملابس التي لا تكفي لتغطية أبدانهم من الشمس.

أمّا بعض المفسّرين فلم يستبعدوا افتقار هؤلاء الناس إلى المساكن التي تحميهم من الشمس‌ [1].

و هناك احتمال آخر يطرحه البعض، و يرى أن يكون هؤلاء القوم في أرض صحراوية تفتقر للجبال و الأشجار و الملاجئ، و أن ليس في تلك الصحراء ما يمكّن هؤلاء القوم من حماية أنفسهم من الشمس من غطاء أو غير ذلك‌ [2].


[1]- أشارت بعض الرّوايات الواردة عن أهل البيت عليهم السّلام إلى التّفسير الأوّل، فيما أشارت روايات أخرى إلى التّفسير الثّاني. و ليس ثمّة تناقض بين الإثنين (يراجع نور الثقلين، ج 3، ص 306).

[2]- تفسير في ظلال القرآن، و الفخر الرازي أثناء تفسير الآية.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست