responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 329

كنّا نعلم أنّ الفتى- في حال بقائه- سوف يكون سببا لأحداث أليمة تقع لأبيه و أمه في المستقبل.

أمّا لماذا استخدم ضمير المتكلّم في حالة الجمع، بينما كان المتكلّم فردا واحدا، فإنّ سبب ذلك واضح، حيث أنّها ليست المرّة الأولى التي يستخدم القرآن هذه الصيغة، ففي كلام العرب عند ما يتحدث الأشخاص الكبار عن أنفسهم فإنّهم يستخدمون ضمير الجمع. و السبب في ذلك أنّ هؤلاء الأشخاص يملكون أشخاصا تحت أيديهم و يعطونهم الأوامر لتنفيذ الأعمال، فاللّه يعطي الأوامر للملائكة، و الإنسان يعطي الأوامر للذين هم تحت يديه.

ثمّ تحكي الآيات على لسان العالم قوله: فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَ أَقْرَبَ رُحْماً.

إنّ تعبير (أردنا) و (ربّهما) يطوي معاني كبيرة سوف نقف عليها بعد قليل.

(زكاة) هنا بمعنى الطهارة و النظافة، و لها مفهوم واسع حيث تشمل الإيمان و العمل الصالح، و تتسع للأمور الدينية و المادية، و قد يكون في هذا التعبير ما هو جواب على اعتراض موسى عليه السّلام الذي قال: أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً ... فقال له العالم في الجواب: إنّ هذه النفس ليست زكية، و أردنا أن يبدلهما ربّهما ابنا طاهرا بدلا عن ذلك.

و في روايات عديدة نقرأ

«أبدلهما اللّه به جارية ولدت سبعين نبيّا» [1].

في آخر آية من الآيات التي نبحثها، كشف الرجل العالم عن السر الثّالث الذي دعاه إلى بناء الجدار فقال: وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً.

فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَ يَسْتَخْرِجا كَنزَهُما.

رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ‌.


[1]- نور الثقلين، ج 3، ص 286 و 287.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 9  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست