تحتمل مجموعة من المفسّرين أنّ المقصود من الآية ليس ما يتبيّن من ظاهرها من
أنّ الفتى الكافر و العاصي قد يكون سببا في انحراف أبويه، و إنّما المقصود أنّه
بسبب من طغيانه و كفره يؤذي أبويه كثيرا [2]؛ و لكن التّفسير الأوّل أقرب للصحة.
في كل الأحوال، فإنّ الرجل العالم قام بقتل هذا الفتى، و اعتبر سبب ذلك ما سوف
يقع للأب و الأم المؤمنين في حال بقاء الابن على قيد الحياة.
و سوف نجيب في فقرة البحوث على شبهة (القصاص قبل الجناية) التي ترد على أعمال
الخضر هذه.
كلمة (خشينا) تستبطن معنى كبيرا، فهذا التعبير يوضح أنّ هذا الرجل العالم كان
يعتبر نفسه مسئولا عن مستقبل الناس، و لم يكن مستعدا لأن تصاب أم أو أب مؤمنان
بسوء بسبب انحراف ابنهم.
كما إنّ تعبير (خشينا) جاء هنا بمعنى: لم نكن نرغب، و إلّا لا معنى للخوف في
هذه الموارد بالنسبة لشخص بهذا المستوى من العلم و الوعي و القدرة.
و بعبارة أخرى، فإنّ الهدف هو الاتقاء من حادث سيء نرغب أن نقي الأبوين منه
على أساس المودّة لهما.
و يحتمل أن يكون التعبير بمعنى (علمنا) كما ينقل عن ابن عباس، يعني أنّنا
[2]- وفق التّفسير الأوّل يكون الفعل
«يرهق» متعديا إلى مفعولين: الأوّل (هما)، و المفعول الثّاني (طغيانا)، أمّا وفق
التّفسير الثّاني فإن (طغيانا) و (كفرا) يكونان مفعولا لأجله.